“Al-Hamra\' ma wara\' l-muhit al-atlasi: masalik amrikiya li-hayis rumansi” [Alhambra más allá del Océano Atlántico: itinerarios americanos de una idea romántica]. En: Qasr al-Hamra\': dhakirat al-Andalus. Rabat, Centro de Estudios al-Andalus y Diálogo de Civilizaciones, 2015. ISBN: 978-84-95856-21-0

Share Embed


Descripción

‫مركز دراسات األندلس وحوار الحضارات‪ ،‬الرباط‬ ‫بتعاون مع‪:‬‬ ‫إدارة الحمراء وجنة العريف‪ ،‬غرناطة‬ ‫البيت العريب‪ ،‬مدريد‬ ‫دار النرش ‪ ،Edilux‬غرناطة‬ ‫العنوان‪ :‬قرص الحمراء‪ ،‬ذاكرة األندلس‬ ‫تأليف‪ :‬مجموعة من الباحثني‬ ‫سلسلة ترجامت ‪1‬‬ ‫تصميم وتنسيق النصوص‪ :‬نريوز بكور‬ ‫تصوير‪ :‬أغوسطني نونييث‬ ‫خريطة الحمراء‪ :‬دار النرش ‪Edilux‬‬ ‫طبع يف‪Imprenta Comercial. Motril :‬‬ ‫تغليف‪Hermanos Olmedo s.l. :‬‬ ‫© حقوق الصور للمؤلفني التالية أسامؤهم الذين زودوا الكتاب بصور ورسوم مقاالتهم‪ :‬أسامة‬ ‫الجوهري‪ ،‬خوان كالرتابا‪ ،‬خوسيه ميغيل بويرتا‪ ،‬جان مارك كاستريا‪ ،‬أنطونيو أوريويال‪ ،‬رودريغو‬ ‫غوتي ّرييث فينواليس‪ ،‬خوسيه أنطونيو غونثالِث ألكانتود‪ ،‬خوان مانويل با ّريوس‪ .‬اقتناء صور باقي‬ ‫املقاالت والتعليق عليها‪ :‬خوسيه ميغيل بويرتا‪.‬‬ ‫الشكر إلدارة الحمراء وجنة العريف ومكتب حمراء املرشق للرتخيص بالتصوير ومنح الصور‬ ‫لهذا الكتاب‪.‬‬ ‫الشكر كذلك لدار النرش قامرش (‪ )Comares‬الغرناطية ملنحنا حقُوق النرش‪ ،‬والتي سبق لها أن‬ ‫نرشت يف عام ‪ 2008‬النسخة األصلية اإلسبانية املتضمنة للكثري من النصوص املنشورة يف كتابنا هذا‪.‬‬ ‫© حقوق النرش محفوظة ملركز دراسات األندلس وحوار الحضارات (الرباط) وإدارة الحمراء وجنة‬ ‫العريف (غرناطة)‪.‬‬ ‫‪ISBN: 978–84–95856–21–0‬‬

‫رقم اإليداع‪Depósito legal: GR 28-2015 :‬‬ ‫الطبعة األوىل ‪2015‬‬ ‫‪Centro de Estudios al-Andalus y Diálogo de Civilizaciones, Rabat: www.andalusite.ma‬‬ ‫‪Patronato de la Alhambra y Generalife‬‬ ‫‪www.alhambra-patronato.es‬‬ ‫‪Casa Árabe: www.casaarabe.es‬‬ ‫توزيع‪:‬‬ ‫‪DISTRIBUCIÓN:‬‬ ‫‪[email protected] / www.andaluciabooks.com‬‬ ‫‪Edilux: tlf. 00 34 958 082000‬‬

‫منشورات مركز دراسات األندلس وحوار الحضارات‬ ‫سلسلة ترجامت ‪1‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫المحتويات‬ ‫تقدي م‬ ‫الفصل التمهيدي ‬

‫‪ 13‬‬ ‫‪ 19‬‬

‫د‪ .‬عثامن الرواف‬ ‫د‪ .‬عبد الواحد أكمري‬

‫الباب األول‪ :‬السياق التاريخي لقصر الحمراء‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫الحياة السياسية يف مملكة غرناط ة‬ ‫الحياة االجتامعية واالقتصادية والدينية يف مملكة غرناطة ‬ ‫قرص الحمراء كفضاء للعنف السيايس خالل عرص بني األحمر ‬

‫‪ 33‬‬ ‫‪ 39‬‬ ‫‪4 9‬‬

‫د‪ .‬عبد الواحد أكمري‬ ‫د‪ .‬خوسيه رامرييث ديل ريو‬ ‫د‪ .‬فرانسيسكو فيدال‬

‫الباب الثاني‪ :‬الهندسة المعمارية في قصر الحمراء‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫قرص الحمراء وأثره يف نظريات العامر ة‬ ‫قرص الحمراء‪ ،‬أسطورة معامرية ‬ ‫الكويف املعامري‪ :‬أروقة خطية فردوسية يف قصور الحمراء ‬ ‫زخرفة قرص الحمراء‪ :‬خطوط هندسية حية ‬

‫‪ 57‬‬ ‫‪ 69‬‬ ‫‪8 1‬‬ ‫‪ 87‬‬

‫د‪ .‬أسامة الجوهري‬ ‫د‪ .‬خوان كالرتابا‬ ‫د‪ .‬خوسيه ميغيل بويرتا‬ ‫د‪ .‬جان مارك كاستريا‬

‫الباب الثالث‪ :‬الحمراء المسافرة‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫حمراء املرشق‪ :‬أصالة الحلم املعامري العريب وحداثت ه‬ ‫استنساخ قرص الحمراء يف املرشق ‬ ‫الحمراء ما وراء املحيط األطليس‪ :‬مسالك أمريكية لهاجس رومانيس ‬ ‫قرص الحمراء واملغرب‪ :‬جرس إسباين‪-‬موريسيك ‬ ‫دراسة مقارنة بني حدائق قرص الحمراء ورياض مراكش ‬ ‫من حدائق قرص الحمراء إىل حديقة ماريا لويسا يف إشبيلية ‬

‫‪9 5‬‬ ‫‪1 41‬‬ ‫‪1 59‬‬ ‫‪1 85‬‬ ‫‪2 09‬‬ ‫‪ 215‬‬

‫د‪ .‬خوسيه ميغيل بويرتا‬ ‫د‪ .‬أنطونيو أوريويال‬ ‫د‪ .‬رودريغو غوتي ّرييث فينواليس‬ ‫د‪ .‬محمد املطاليس‬ ‫د‪ .‬فيصل الرشادي‬ ‫دة‪ .‬لييل ليتفاك‬

‫الباب الرابع‪ :‬قصر الحمراء في األدب العربي والعالمي‬

‫تقديم‪ :‬د‪ .‬عثامن الرواف‬ ‫إرشاف وترجمة‪ :‬د‪ .‬عبد الواحد أكمري‬

‫قرص الحمراء عند ثالثة أدباء رومانسي ‬ ‫ني‬ ‫ ‬ ‫أضواء جديدة عىل قصور الحمراء من خالل ديوان ابن زمرك ‬ ‫ ‬ ‫قرص الحمراء يف عيوننا وعيون اآلخرين من خالل مناذج إبداعية مختارة ‬

‫‪2 21‬‬ ‫‪ 235‬‬ ‫‪2 57‬‬

‫د‪ .‬جان ميشيل كورين‬ ‫د‪ .‬محمد عبد املنعم الجمل‬ ‫د‪ .‬جمعة شيخة‬

‫قرص الحمراء‪ :‬تاريخ معلمة ومعلمة تاري خ‬ ‫ناسك يف بالط الحمراء‪ :‬األرسار السبعة يف الحس والخيال واإلبداع ‬ ‫الحمراء‪ ،‬مدينة القصور وحديقة الفردوس ‬

‫‪2 81‬‬ ‫‪ 301‬‬ ‫‪3 25‬‬

‫دة‪ .‬صويف ماكاريو ود‪ .‬غابرييل مارتينيث غروس‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫د‪ .‬خوسيه ميغيل بويرتا‬ ‫دة‪ .‬ماريا خيسوس روبيريا ماتا‬

‫الباب الخامس‪ :‬قصر الحمراء بعد سقوط غرناطة‬

‫الرباط‪2015 ،‬‬

‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬ ‫ ‬

‫التغيريات التي أدخلها القشتاليون عىل قرص الحمرا ء‬ ‫الكارثة واإلشاعة‪ :‬حريقا القيسارية (‪ )1843‬وقرص الحمراء (‪ )1890‬‬ ‫ترميم قرص الحمراء من طرف املحافظ رفائيل كونطريراس ‬ ‫البعد الفردويس لقرص الحمراء لدى السائح املعارص ‬ ‫قرص الحمراء‪ :‬اإلدارة‪ ،‬العامرة والسكان‪ 1813 :‬و‪ 1849‬‬ ‫خامتة ‬

‫‪ 333‬‬ ‫‪3 47‬‬ ‫‪3 65‬‬ ‫‪3 73‬‬ ‫‪ 381‬‬ ‫‪ 391‬‬

‫د‪ .‬أنطونيو مالبيكا‬ ‫د‪ .‬خوسيه أنطونيو غونثالِث ألكانتود‬ ‫د‪ .‬أنطونيو أوريويال‬ ‫د‪ .‬خوسيه أنطونيو غونثالِث ألكانتود‬ ‫د‪ .‬خوان مانويل با ّريوس‬ ‫د‪ .‬سعيد بنسعيد العلوي‬

‫‪158‬‬

‫عثمان الرواف‬

‫الحمراء ما وراء المحيط األطلسي‬ ‫مسالك أمريكية لهاجس رومانسي‬ ‫د‪ .‬رودريغو غوتيي ّريث فينواليس‬ ‫جامعة غرناطة‬

‫الهندسة املعامرية يف القرن التاسع عرش بعدم تقيدها يف‬ ‫كثري من األحيان بالرشوط األكادميية‪ ،‬نسجل ذلك مثالً يف‬ ‫أمريكا حيث انترشت مجموعة من التيارات الفنية التاريخية املستوردة‬ ‫من أوروبا‪ ،‬والتي يربز فيها بشكل كبري جانب الزخرفة عىل حساب‬ ‫التيارات الكالسيكية التي بدأت تعرف آنذاك نوعاً من الرتاجع‪ .‬وقد‬ ‫أفسح هذا‪ ،‬املجال ألساليب فنية تاريخية بارزة مثل الفنني القوطي‬ ‫والروماين‪ ،‬لكنه يف نفس الوقت أفسح املجال ألساليب فنية ميكن تصنيفها‬ ‫يف خانة الجهوية أو اإلقليمية‪ ،‬مثل األسلوب الفني النورماندي والبافاري‬ ‫والباسيك واأللبيني واللومباردي والربوتوين‪ ،‬بل وأحياناً أخرى ألساليب‬ ‫بعيدة عن الثقافة األمريكية‪ ،‬مثل األسلوب الهندي‪ ،‬والبابيل‪ ،‬واإلسالمي‪.‬‬ ‫هذا األخري هو موضوعنا يف هذه الدراسة‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬كام كان لهذه‬ ‫التيارات املتعارضة مع بعضها حضور قوي يف أمريكا خالل نهاية القرن‬ ‫التاسع عرش‪ ،‬كان لها الحضور نفسه يف أوروبا إبان املرحلة ذاتها‪.‬‬

‫خوسيه رامون إيبا ّروال‬ ‫(‪ ،)José Ramón Ibarrola‬كشك‬ ‫سانتا ماريا دي ال ريبريا‪ ،‬مدينة‬ ‫مكسيكو‪ .1908–1884 ،‬كل صور‬ ‫هذا املقال التقطها مؤلفه‪.‬‬ ‫‪1. Isac, Ángel, Eclecticismo y pen-‬‬

‫‪samiento arquitectónico en España.‬‬ ‫‪Discursos, revistas, congresos, 1846‬‬‫‪1919, Granada, Diputación Pro‬‬‫‪vincial, 1987, p. 60.‬‬ ‫‪2. Raquejo, Tonia, «El Alham‬‬‫‪bresco: constitución de un modelo‬‬ ‫‪estético y su expresión en la tradi‬‬‫‪ción ornamental moderna», en La‬‬ ‫‪imagen romántica del Legado An‬‬‫‪dalusí, Barcelona, Lunwerg, 1995,‬‬ ‫‪p. 29.‬‬

‫خضع استعامل هذه األساليب‪ ،‬التي ميكن‬ ‫أن نسميها بـ «الجديدة»‪ ،‬لطبيعة املباين‬ ‫التي يراد تشييدها؛ فالهندسة املعامرية‬ ‫الرومانية والقوطية استعملت عادة يف‬ ‫تشييد دور العبادة والقالع والحصون‬ ‫عىل طريقة القرون الوسطى‪ ،‬ويف تشييد‬ ‫السجون والثكنات العسكرية ومباين‬ ‫مؤسسات الجامرك‪ ،‬وذلك ملا توفره من رشوط األمن والحامية‪ .‬وقد استعمل نفس األسلوب‬ ‫يف تشييد حدائق وبساتني زينت جدرانها بأشكال هندسية تنتمي للعرص الروماين‪ .‬وبجانب‬ ‫األسلوبني الروماين والقوطي‪ ،‬استعملت أساليب أخرى مثل الفرعوين والهندي يف تشييد مبان‬ ‫مثل حدائق الحيوانات‪.‬‬ ‫ بالنسبة للفن اإلسالمي والذي سنسميه كذلك يف هذه املقالة بـ «الفن العريب الجديد»‬ ‫(‪ ،)Neoárabe‬فقد استعمل خالل املرحلة التي تهمنا يف مباين وفضاءات التسلية واللهو‪ ،‬سواء‬ ‫ذات النفع العمومي أو الخاص‪ ،‬كام استعمل يف معابد وبنايات حكومية ومبان أخرى مختلفة‪.‬‬ ‫وسوف يستلهم هذا التيار إبداعاته بدرجة كبرية من قرص الحمراء‪ .‬وكام يرى أنخل إساك‬ ‫(‪ ،)Ángel Isac‬يظهر قرص بني األحمر وكأنه «بناء سحري قادر عىل أن يوحي بأرقى املشاعر‬ ‫وأسمى أذواق الجامل‪ ،‬وهو ما سيسمح بانتشار التيار الرومانيس املستلهم إيحاءاته من الحمراء‪،‬‬ ‫وبالتايل سيسمح بانتشار موضة الصالون العريب»‪.1‬‬ ‫ وسيصل االفتتان بقرص الحمراء إىل أعىل مستوياته يف الجزر الربيطانية‪ ،‬حسب تونيا راكيخو‬ ‫(‪ )Tonia Raquejo‬التي ترى أن يف بريطانيا‪« :‬تجاوز االهتامم مبا كان يثريه قرص الحمراء من‬ ‫خيال خصب‪ ،‬االهتامم بقرص الحمراء نفسه»‪ ،2‬وهو ما يعني أن قرص غرناطة ليس مجرد بناء‬

‫‪160‬‬

‫‪3. Danby, Miles, Moorish Style,‬‬ ‫‪London, Phaidon, 1995.‬‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫ميكن تقليده‪ ،‬وإمنا مصدر إيحاء لتأويالت خصبة تصل أحياناً درجة الخيال‪.‬‬ ‫ ومن أوىل البنايات التي شيدت يف الغرب والتي استلهمت بعض عنارصها من الهندسة‬ ‫املعامرية الرشقية‪ ،‬نذكر الرواق املليك يف مدينة بريغتون (‪ )Brighton‬اإلنجليزية‪ ،‬وهو بناء‬ ‫يعود تاريخه إىل منتصف القرن الثامن عرش‪ ،‬وقد تم ترميمه ما بني ‪ 1815‬و‪ 1822‬من طرف‬ ‫املهندس املعامري جون ناش (‪ )John Nash‬الذي أضفى عليه طابعاً رشقياً مستلهامً من فن‬ ‫العامرة الهندي‪ .‬أما بالنسبة للتأثري املبارش لقرص الحمراء‪ ،‬فإننا نعرث عليه يف القرن التاسع عرش‬ ‫كذلك‪ ،‬يف بنايات من بينها الفناء العريب لـ «اليتون هاوس» (‪ )Leighton House‬بلندن‪ ،‬وسينام‬ ‫«أسطوريا» (‪ )Astoria‬بنفس املدينة‪ ،‬والصالون العريب يف قرص كارديف (‪ )Cardiff‬ببالد الغال‪.‬‬ ‫ وباإلضافة إىل بريطانيا‪ ،‬وكذلك إسبانيا‪ ،‬حيث توجد مناذج متعددة ملبان مستوحاة من قرص‬ ‫الحمراء‪ ،‬نعرث عىل مناذج يف بلدان أوروبية أخرى‪ ،‬من بينها كنيس غلوكينغاس (‪)Glockengasse‬‬ ‫مبدينة كولونيا األملانية‪ ،‬الذي شيده املهندس املعامري إيرنيست زويرنري (‪ )Ernst Zwirner‬سنة‬ ‫‪ ،1861‬والكنيس اإلسباين يف الحي اليهودي برباغ‪ ،‬والصالون الرائع املعروف بـ «قاعة الطاووس»‬ ‫يف بلدة ميزانو (‪ )Mezzano‬القريبة من فلورنسا‪ ،‬والذي بدأت أشغال البناء فيه سنة ‪ 1853‬ومل‬ ‫تنته إال عرشين سنة بعد ذلك‪ ،‬وهو يلفت االنتباه باألساس بجاملية رخامه وزخزفته العربية‪.‬‬ ‫ يف أمريكا كذلك توجد مبان كثرية ميكن أن ندرجها ضمن الهندسة املعامرية «العربية‬ ‫الجديدة» (‪ ،)Neoárabe‬رغم أن بعضها‪ ،‬خصوصاً حلبات مصارعة الثريان‪ ،‬قد يصنف يف‬ ‫الوقت ذاته ضمن «الفن املدجن الجديد» (‪ ،)Neomudéjar‬وهنا نود أن نوضح أن العبارة‬ ‫التي تستعمل عادة ليست هي «العربية الجديدة»‪ ،‬وإمنا «األسلوب املوريسيك»‪ ،‬واملستعارة‬ ‫من اللغة اإلنجليزية «‪ ،»Moorish Style‬وهي التي جعلها ميلز دانبي (‪)Miles Danby‬‬ ‫سنة ‪ ،1995‬عنواناً لواحد من أكرث األعامل استيفاء لـ «األسلوب الجديد» (‪ )Neoestilo‬يف‬ ‫الهندسة املعامرية‪.3‬‬ ‫ لقد طبع املخيال العمراين للقرن التاسع عرش بشكل كبري هذا «الكرنفال من األساليب»‪ ،‬كام‬ ‫يتبني من مجموعة من املعارض الدولية التي نظمت آنذاك‪ ،‬بحيث نعرث عىل أروقة صممت‬ ‫بطريقة مل تستند فيها هذه املعارض فقط عىل عنارص من ثقافتها‪ ،‬بل استعارت عنارص تاريخية‬ ‫من املايض‪ ،‬تنتمي إىل ثقافات غريبة عنها‪ .‬وهذا ما نسجله مثالً يف «الرواق املوريسيك» الذي‬ ‫شاركت به الربازيل يف املعرض الدويل بفيالديلفيا سنة ‪ ،1878‬أو رواق املكسيك يف معرض نيو‬ ‫أورلينز سنة ‪ .1884‬إن هذا وذاك يعربان عن غياب هوية وطنية لدى املسؤولني عن القطاع‬ ‫العمراين‪ ،‬ولدى السلطات السياسية كذلك‪ ،‬لقبولهم املشاركة يف معارض عاملية بعنارص غريبة‬ ‫عن ثقافتهم‪.‬‬ ‫ بالنسبة إلسبانيا ومشاركتها يف هذه املعارض‪ ،‬وهو ماتناوله بالدراسة عدد من الباحثني‬ ‫من بينهم ماريا خوسيه بوينو (‪ ،)María José Bueno‬فقد طرح للنقاش موضوع الهوية‬ ‫العمرانية‪ ،‬وكيف ميكن تقديم صورة خاصة تعكس هذه الهوية‪ ،‬تكون مختلفة عن تلك التي‬ ‫تقدمها بلدان غربية أخرى‪ .‬وهذا ما تم التعبري عنه من خالل األسلوب «العريب الجديد»‬ ‫(‪ )Neoárabe‬الذي استعمل يف الرواقني اللذين شاركت بهام إسبانيا يف معريض فيينا سنة‬ ‫‪ 1873‬وباريس سنة ‪ ،1878‬لكن ليس يف معرض ‪ 1900‬الذي نظم بنفس العاصمة الفرنسية‪،‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫‪161‬‬

‫حيث تقرر التخيل عن فكرة التعريف بالعامرة اإلسالمية‪ ،‬بعد أن متت املشاركة برواق ميثل‬ ‫أسلوب الهندسة املعامرية املعروف بالفن «الفيض الجديد»‪ ،)Neoplateresco( 4‬وهو ما‬ ‫مل يكن يعكس ميول اإلسبان العمرانية بشكل عام‪ ،‬بحيث نجد مثالً أن الجاليات اإلسبانية‬ ‫يف مختلف البلدان األمريكية واصلت تشييد نواديها وجمعياتها عىل طراز قرص الحمراء‪ ،‬أو‬ ‫مسجد قرطبة‪ ،‬وذلك بغية منحها خصوصية «إسبانية»‪.‬‬ ‫ ساهم تنظيم املعارض الدولية يف مدن أوروبا والواليات املتحدة يف انتشار األسلوب‬ ‫«العريب الجديد» ليس فقط بهاتني القارتني‪ ،‬وإمنا بأمريكا الالتينية كذلك‪ ،‬ألن هذه املعارض‬ ‫أعطت فرصة للمهندسني املعامريني للتعرف عن كثب عىل ذلك الفن املعامري التاريخي‪،‬‬ ‫وهو ما ع ّمقوه كذلك من خالل املعلومات التي استقوها من املجالت والكتب املزينة بالصور‬ ‫والزخارف‪ .‬وسوف تستمر تلك املعارض‪ ،‬وإىل مطلع القرن العرشين‪ ،‬كامدة مصدرية أساسية‬ ‫لهؤالء املهندسني‪ .‬غري أنه بعد ذلك التاريخ‪ ،‬ونتيجة ظهور مجالت متخصصة يف الهندسة‬ ‫املعامرية‪ ،‬أصبحت هذه املجالت —إىل اليوم— املصدر الذي يسهل لهم املادة املستعملة‬ ‫سواء يف التحليل أو يف اإليحاء‪ .‬وكام سجل إدواردو تيخريا (‪« :)Eduardo Tejeira‬استفاد جيل‬ ‫من املهندسني املعامريني األمريكيني الالتينيني من كتب ومجالت الهندسة املعامرية الصادرة‬ ‫يف أمريكا الشاملية‪ ،‬بحيث حاولوا من خالل هذه املجالت األخذ بأسلوب الرفاه والراحة الذي‬ ‫يسمح به منط العيش يف الواليات املتحدة‪ ،‬لكن مع وضعه يف قالب مستلهم من التقاليد‬ ‫اإلسبانية‪ .»5‬من هذا املنطلق ميكن اعتبار ما نرش يف الواليات املتحدة‪ ،‬املصدر األول الذي نقلت‬ ‫عنه الهندسة املعامرية «العربية الجديدة» التي ظهرت يف أمريكا الالتينية‪.‬‬ ‫ وقبل عرض مناذج من الهندسة املعامرية املنتمية للمدرسة «العربية الجديدة» بأمريكا‬ ‫الالتينية‪ ،‬نرى لزاماً التوقف عند بعض مناذج هذه الهندسة يف الواليات املتحدة‪ ،‬غايتنا يف الحالتني‬ ‫معرفة إىل أي حد تعترب تلك النامذج امتدادا ً ملا هو موجود يف قرص الحمراء ويف معامل عمرانية‬ ‫أخرى مثل مسجد قرطبة وصومعة الخريالدا بإشبيلية‪ .‬وهنا نود أن نوضح أن الغاية من هذا املقال‬ ‫ليست هي وضع كتالوج مفصل للمباين ذات الهندسة العربية‪ ،‬ألننا لو سعينا إىل ذلك‪ ،‬ملا غطت‬ ‫الصفحات املخصصة له‪ ،‬ما يوجد يف بلدان منطقة الكاريبي وحدها‪ .‬لذا إذا مل يعرث القارئ عىل ذكر‬ ‫ملبان لها عالقة باملوضوع‪ ،‬فإن ذلك ال يعني أننا تجاهلناها‪ ،‬وإمنا السبب هو ضيق املجال املخصص‬ ‫للدراسة‪.‬‬ ‫‪  .4‬ميزج ما يسميه البعض بالفن‬ ‫«الفيض الجديد» (‪)Neoplateresco‬‬ ‫بني ثالثة أساليب مختلفة يف الهندسة‬ ‫املعامرية‪ :‬األسلوب اإليطايل املنتمي‬ ‫لبدايات عرص النهضة األوروبية‪ ،‬والقوطي‬ ‫والعريب (املرتجم)‪.‬‬ ‫‪5. Tejeira Davis, Eduardo, «Raíces‬‬

‫‪novohispánicas de la arquitectura‬‬ ‫‪en los Estados Unidos a principios‬‬ ‫‪del siglo XX», en Jahrbuch für Ges‬‬‫‪chichte von Staat, Wirtschaft und‬‬ ‫‪Gesellschaft Lateinamerikas, Co‬‬‫‪lonia-Viena, Böhlau Verlag, 1983,‬‬ ‫‪p. 472.‬‬

‫الواليات املتحدة‬

‫يعود انتشار األسلوب «العريب الجديد» بالواليات املتحدة بدرجة أوىل إىل املعارض الدولية‬ ‫سالفة الذكر التي نظم عدد منها بهذا البلد‪ ،‬وإىل االتصال القوي بربيطانيا العظمى‪ ،‬حيث ولد‬ ‫وترعرع التيار املتأثر بهندسة قرص الحمراء (‪ .)Alhambrismo‬وقد تم استعامل هذا األسلوب‬ ‫يف املباين املخصصة للسكن‪ ،‬أساساً يف كاليفورنيا وفلوريدا‪ ،‬ويف بعض الفنادق‪ ،‬وكذا يف بعض‬ ‫املباين العمومية مثل برج حديقة ساحة ماديسون (‪ )Madison Square‬بنيويورك‪ ،‬الذي وضع‬ ‫تصميمه سنة ‪ 1890‬املهندس ستانفورد ويت (‪ )Stanford White‬وكان نسخة طبق األصل من‬ ‫صومعة الخريالدا‪ ،‬وقد تم هدمه سنة ‪ .1925‬بعد هذا التاريخ بسنتني‪ ،‬ومبناسبة تنظيم املهرجان‬ ‫السنوي ملدينة ميتشيل (‪( )Mitchell‬والية داكوتا الجنوبية) (‪ )South Dakota‬والذي يهدف‬

‫‪162‬‬

‫‪  .6‬هام فندق «القرص» (‪)El Alcázar‬‬ ‫وفندق «بونثي دي ليون» (‪Ponce de‬‬ ‫‪.)León‬‬ ‫‪7. Crespo, Rafael A., «El revi-‬‬

‫‪val español en Florida», en His‬‬‫‪panofilia. Arquitectura y vida en‬‬ ‫‪Puerto Rico, San Juan, Editorial‬‬ ‫‪de la Universidad de Puerto Rico,‬‬ ‫‪1998, pp. 31-36.‬‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫للتعريف بالرثوات الطبيعية للمنطقة‪ ،‬شُ يد «قرص الذرة» بهندسة عربية‪ ،‬خصوصاً سقفه الذي‬ ‫تتخلله مجموعة من القباب‪ ،‬وذلك الحتواء أنشطة املهرجان الذي ال زال ينظم إىل اليوم‬ ‫يف نهاية سبتمرب‪/‬أيلول من كل سنة‪ ،‬حيث يتم تزيني القرص بديكور عريب بواسطة الحبوب‬ ‫والنباتات التي تنتج باملنطقة‪ .‬ومن املباين األخرى ذات الهندسة العربية‪ ،‬قاعة املحارضات‬ ‫رشاين أوديتوريوم (‪ )Shrine Auditorium‬املوجودة داخل معبد املالئكة يف لوس أنجلس‪،‬‬ ‫ويعود تاريخ بنائها إىل سنة ‪ ،1906‬وهي من تصميم املهندسني املعامريني أبراهام إيديلامن‬ ‫(‪ )Abraham Edelman‬وألبريت النغسبورغ (‪ )Albert Langsburgh‬اللذين طبعاها بهندسة‬ ‫معامرية عربية من الداخل والخارج‪ .‬وبعد الحريق الذي شب بها سنة ‪ 1920‬تم ترميمها من‬ ‫جديد‪ ،‬ويف سنة ‪ 1975‬اعتربت معلمة أثرية تاريخية للمدينة‪.‬‬ ‫ بالنسبة الستعامل األسلوب «العريب الجديد» يف السكن الخاص‪ ،‬تجدر اإلشارة إىل أنه بدأ‬ ‫يحظى باهتامم خاص يف فلوريدا منذ العقدين األخريين من القرن التاسع عرش‪ ،‬وذلك نتيجة‬ ‫االزدهار االقتصادي الذي عرفته املنطقة‪ ،‬والذي كان وراء انتشار كل ما هو «طريف وخيايل»‪.‬‬ ‫ويرجع الفضل األكرب يف انتشار هذا األسلوب «العريب الجديد» بدرجة أوىل إىل باحثني أمريكيني‬ ‫شابني هام جون مريفني (‪ )John Merven‬وتوماس هاستينغ (‪ ،)Thomas Hastings‬اللذان‬ ‫سعيا إىل جعله مصدرا ً لهندسة معامرية معارصة‪ .‬وحسب رفائيل كريسبو (‪،)Rafael Crespo‬‬ ‫فإنهام بفضل سعيهام ذاك‪ ،‬أعادا الحياة لألسلوب املوريسيك‪ .‬ومن بني الذين ساهموا يف إنجاح‬ ‫مرشوعهام نذكر هرني فالجري (‪ )Henry Flager‬الذي كلفهام بتشييد فندقني كبريين يف سان‬ ‫أغوستني‪ 6‬ما بني ‪ 1885‬و‪71889‬؛ وفرانكلني سميت (‪ )Franklin Smith‬الذي كلفهام بتشييد‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫«قرص الذرة» يف مدينة ميتشيل‬ ‫(‪( )Mitchell‬والية داكوتا الجنوبية)‬ ‫(‪.)South Dakota‬‬

‫‪8. Fitzgerald-Bush, Frank S. A,‬‬

‫‪dream of Araby. Glenn H. Curtis‬‬ ‫‪and the founding of Opa-Locka,‬‬ ‫‪Opa-Locka, South Florida Ar‬‬‫‪chaeological Museum, 1976.‬‬

‫‪163‬‬

‫إقامته الشتوية بنفس املدينة‪ ،‬والتي أطلق عليها اسم «زريدة»‪.‬‬ ‫ وسيتم تشييد فندق آخر سنة ‪ ،1891‬هذه املرة مبدينة تامبا (‪ ،)Tampa‬حمل اسم «تامبا‬ ‫باي» (‪ ،)Tampa Bay‬وهو فندق كان عليه إقبال كبري‪ ،‬وقد تم فيه املزج بني الهندسة‬ ‫املعامرية املنتمية للعرص الفكتوري والهندسة املوريسكية‪ ،‬خصوصاً يف القباب‪ .‬وكانت مدينة‬ ‫تامبا قد عرفت ازدهارا ً مهامً بعد الحرب األهلية األمريكية‪ ،‬عندما ع ّبد رجل األعامل هرني‬ ‫براديل (‪ )Henry Bradley‬يف سنة ‪ 1884‬الطريق التي تربط جاكسونفيل (‪)Jacksonville‬‬ ‫بشامل فلوريدا‪ .‬وسوف يستثمر براديل خالل نفس العقد أمواالً طائلة يف تطوير قطاع السياحة‬ ‫بتامبا‪ ،‬وكان املحور الرئييس للمرشوع هو الفندق املذكور‪ ،‬الذي سيتحول سنوات بعد ذلك إىل‬ ‫مقر لجامعة تامبا‪.‬‬ ‫ وسيعرف األسلوب «العريب الجديد»‪ ،‬صدى أكرب يف عرشينيات القرن العرشين يف الواليات‬ ‫املتحدة‪ ،‬خصوصاً بوالية فلوريدا التي سيحل بها وبالضبط مبقاطعة بامل بيتش (‪)Palm Beach‬‬ ‫رجل األعامل أديسون ميزنري (‪ )Addison Mizner‬سنة ‪ ،1918‬الذي سيشجع الهندسة‬ ‫املعامرية ذات األصول اإلسبانية‪ ،‬خصوصاً القوطية واإلسالمية‪ ،‬وهو ما سيسمح بتشييد عدة‬ ‫بنايات يف «بامل بيتش» وكذا يف بوكا راتون (‪ )Boca Ratón‬التابعة كذلك لوالية فلوريدا‪ .‬بعد‬ ‫ذلك سينترش األسلوب «العريب الجديد» أو املوريسيك‪ ،‬كام يسمى يف الواليات املتحدة‪ ،‬بجهات‬ ‫أخرى من والية فلوريدا‪ ،‬مثل كورال غابليس (‪ ،)Coral Gables‬وهي منطقة حرضية شيدها‬ ‫رجل األعامل جيورج مرييك (‪ )George Merrick‬قرب ميامي‪ ،‬يف عز حمى العقار الذي‬ ‫عرفته فلوريدا‪ ،‬وكان أبرز بناء فيها هو فندق بيلتمور (‪ )Biltmore Hotel‬الذي شيده رجل‬ ‫األعامل املذكور رشاكة مع رجل أعامل ثان استثمر يف الصناعة الفندقية هو جون ماك إينتي‬ ‫(‪ .)John McEntee‬ومام يربز يف هندسة هذا الفندق الذي فتح أبوابه سنة ‪ 1926‬بتنظيم حفل‬ ‫ضخم‪ ،‬برجه املضاء باألنوار واملستوحى من صومعة الخريالدا‪ .‬هناك نقطة أخرى ذات داللة يف‬ ‫الفندق املذكور‪ ،‬هي كونه من تصميم املهندسني شولتز (‪ )Schultze‬وويفر (‪ ،)Weaver‬اللذين‬ ‫شيدا سنة ‪« 1923‬فندق إشبيلية» يف الهافانا عاصمة كوبا‪ .‬وقد احرتمت نسبة مهمة من بنايات‬ ‫كورال غابليس «األسلوب اإلسباين»‪ ،‬الذي كان موضة رائجة يف تلك الفرتة‪ ،‬ومن أبرز األمثلة‬ ‫عىل ذلك‪ ،‬فندق غابليس إين (‪ )Gables Inn‬املستوحى من جنة العريف‪ ،‬والذي يظهر فيه‬ ‫األسلوب املوريسيك أكرث مام يظهر يف فندق بيلتمور سالف الذكر‪.‬‬ ‫ وتنتمي لنفس املرحلة التي نتحدث عنها مدينة أوبا لوكا (‪ )Opa–Locka‬الواقعة‬ ‫شامل ميامي‪ ،‬والتي تأوي أكرب عدد من املنشآت العمرانية املستوحاة من الهندسة‬ ‫املوريسكية يف العامل‪ .‬وكانت «الخياالت العربية»‪ ،‬الهاجس األول ملؤسس مرشوع املدينة غلني‬ ‫كورتيس (‪ ،)Glenn Curtis‬الذي م َّول ما بني ‪ 1925‬و‪ 1928‬أكرث من مائة بناية‪ ،‬تربز فيها‬ ‫الهندسة املعامرية اإلسالمية‪ ،‬وهي يف مجملها من تصميم املهندس برنهاردت إمييل مولري‬ ‫(‪ .)Bernhardt Emil Muller‬وسوف تصبح أوبا لوكا (‪ )Opa–Locka‬منذ سنة ‪ 1926‬مقاطعة‬ ‫مستقلة بذاتها‪ ،‬عندئذ ستشتهر باسم «بغداد فلوريدا الجنوبية»‪ .‬ورغم تحول املدينة خالل‬ ‫الحرب العاملية الثانية إىل قاعدة بحرية لتدريب الربابنة‪ ،‬فإنها استعادت يف السنوات األخرية‬ ‫بعضاَ من طابعها املوريسيك‪ ،‬نتيجة ترميم عدد من بناياتها التي شيدت يف املايض عىل هذا‬ ‫الطراز‪ ،‬والتي سجل عرشون منها يف السجل الوطني للمواقع التاريخية‪.8‬‬

‫‪164‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫ ويف عالقة دامئاً بالهندسة املعامرية املوريسكية‪ ،‬تجب‬ ‫اإلشارة إىل الدور الحيوي الذي لعبته صناعة هوليود‬ ‫السينامئية‪ ،‬والتي كانت وراء انتشار تلك الهندسة يف عدد من‬ ‫املدن األمريكية‪ ،‬خصوصاً يف األحياء الراقية‪ .‬ومن بني األفالم‬ ‫التي ساهمت يف ذلك نذكر ليلة عربية واحدة (‪ )1920‬ملخرجه‬ ‫إيرنيست لوبيش (‪ ،)Ernst Lubitsch‬ولص بغداد (‪)1924‬‬ ‫ملخرجه راوول والش (‪ ،)Raoul Walsh‬دون أن ننىس لورانس‬ ‫العرب الذي استعمل فيه مخرجه ديفيد لني (‪،)David Lean‬‬ ‫لتصوير األحداث التي تدور بالثكنة العسكرية الربيطانية يف‬ ‫القاهرة‪« ،‬ساحة إسبانيا» بإشبيلية التي شيدت سنة ‪1929‬‬ ‫مبناسبة املعرض الدويل األمرييك الالتيني‪.‬‬

‫منطقة الكاريبي‬

‫‪9. Véase: «Los progresos urbanos.‬‬

‫‪El Palacio del Hotel Sevilla», El Fí‬‬‫‪garo, La Habana, 22 de marzo de‬‬ ‫‪1908.‬‬

‫يوجد العديد من البنايات التي شيدت عىل الطراز املوريسيك‬ ‫يف كوبا وبورتوريكو وهام آخر مستعمرتني إسبانيتني يف أمريكا‬ ‫(استقلتا سنة ‪ .)1898‬هذه البنايات تعكس تأثري الهندسة‬ ‫املعامرية اإليبريية يف منطقة جزر الكاريبي‪ .‬ومع ذلك تتوجب‬ ‫اإلشارة إىل أن انتشار هذه الهندسة‪ ،‬التي ازدهرت بشكل كبري‬ ‫يف املنطقة خالل عقدي العرشينيات والثالثينيات من القرن‬ ‫العرشين‪ ،‬خصوصاً يف واجهات بعض اإلقامات السكنية‪ ،‬كان بتأثري من الواليات املتحدة‪ ،‬ومن‬ ‫املناطق ذات الطابع املوريسيك يف العاصمة الكوبية الهافانا‪.‬نذكر «باسيول [مم ّر] ديل برادو»‬ ‫(‪ )Paseo del Prado‬حيث شيدت مبان مزجت بني أساليب مختلفة مثل «السبكة» املوحدية‪،‬‬ ‫واألقواس الرتكية‪ ،‬وزخرفة الخطوط املنتمية لعرص أرسة بني األحمر‪ .‬هذا األسلوب الرتكيبي نعرث‬ ‫عليه كذلك يف «فندق إشبيلية» املجاور للمنطقة سالفة الذكر‪ ،‬الذي وضع تصميم واجهته عىل‬ ‫الطراز املوحدي املهندس خوسيه تورايا (‪ )José Toraya‬سنة ‪ ،1908‬وشيدت طوابقه األربعة‬ ‫رشكة «الغوارديان»‪ ،)El Guardián( 9‬يف حني وضع تصميم برجه‪ ،‬املهندسان شولتز وويفر‬ ‫(‪ )Schultze & Weaver‬سنة ‪ ،1926‬كام سلفت اإلشارة‪.‬‬ ‫ ويعترب خوسيه تورايا واضع تصميم واجهة الفندق املذكور أحد رموز الهندسة املعامرية‬ ‫العربية يف الهافانا‪ .‬ومن البنايات األخرى ذات الداللة الخاصة التي شيدها باملدينة‪ ،‬نذكر‬ ‫قرص «الس أورسوليناس» (‪ )Las Ursulinas‬الذي تذكرنا هندسته مبرحلة الخالفة األموية يف‬ ‫األندلس‪ ،‬خصوصاً األقواس الدائرية املتشابكة املستوحاة من مسجد قرطبة‪ ،‬وبالضبط من‬ ‫الجناح الذي شيده الخليفة الحكم الثاين‪ .‬وقد أضفى تورايا عىل زخرفة البناء نكهة خاصة‬ ‫بإضافة اللون األزرق يف صباغة األقواس‪.‬‬ ‫ يتكرر يف مكان آخر من القارة وجود بنايات موريسكية مجاورة لبعضها البعض‪ ،‬بحيث يلتصق‬ ‫قرص «الس أورسوليناس» ببناءين آخرين‪ ،‬شيدا بنفس األسلوب‪ ،‬أحدهام هو سينام أونيفرسال‬ ‫(‪ .)Universal‬وال تقترص الهندسة املوريسكية بالعاصمة الكوبية عىل الواجهات الخارجية‬

‫مبنى يف «باسيو [مم ّر] ديل برادو»‬ ‫(‪ )Paseo del Prado‬يف العاصمة‬ ‫الكوبية الهافانا‪ ،‬عقد ‪.1920‬‬

‫‪165‬‬

‫للمباين‪ ،‬بل نعرث عليها كذلك يف املرافق الداخلية والتي نذكر من بينها‪ :‬أوالً صالون بضيعة الس‬ ‫ديلثياس (‪ )Las Delicias‬الذي وضع تصميمه مهندس يدعى شارل برون (‪)Charles Brun‬‬ ‫سنة ‪1906‬؛ وثانياً حانة «اإلشبيلية» التابعة لفندق إنجلرتا والتي يلفت االنتباه يف ديكورها‬ ‫العريب‪ ،‬الرخام اإلشبييل والجبص املوريسيك املمزوج بالزجاج الكويب النصف دائري؛ وثالثاً‬ ‫متثال مذهب لراقصة يعود تاريخه إىل ‪ 1911‬من تصميم النحات بريينات (‪ ،)Perinat‬الذي‬ ‫اتبع فيه أسلوب النحات البلنيس ماريانو بينلوري (‪)Mariano Benlliure‬؛ ورابعاً «الحدائق‬ ‫املدارية» التي شيدتها إحدى رشكات الجعة عىل الضفة الرشقية لنهر أملينداريس( (�‪Almenda‬‬ ‫‪ )res‬والتي يربز يف زخرفتها‪ ،‬الجبص بألوان مختلفة‪ ،‬وأعمدة بها تيجان تذكر بهندسة عرص بني‬ ‫األحمر‪ ،‬وخطوط مائلة شبيهة بالخط العريب يف كل واجهات الحديقة‪ ،‬تشري إىل سنة تشييدها‬ ‫( أبريل‪/‬نيسان ‪)1912‬؛ وبركة ماء مستطيلة الشكل‪ ،‬تزيك التشابه املوجود بينها وبني حدائق‬ ‫الحمراء التي استلهمت منها يف األصل فكرة تشييد «الحدائق املدارية»‪.‬‬ ‫ أما البناء األكرث تعبريا ً عن الهندسة املوريسكية يف كوبا‪ ،‬فنجده مبدينة سيينفويغوس‬ ‫(‪ )Cienfuegos‬الداخلية‪ ،‬يتعلق األمر بقرص عىل درجة كبرية من الجامل‪ ،‬شيده مهاجر إسباين‬ ‫يدعى أثيسكلو ديل فايي (‪ ،)Acisclo del Valle‬أصله من منطقة أستورياس (‪،)Asturias‬‬ ‫هاجر إىل كوبا بحثاً عن لقمة العيش قبل أن ينجح يف تكوين ثروة كبرية‪ .‬لكنه بخالف أغلب‬ ‫مواطنيه الذين كونوا ثروات يف أمريكا‪ ،‬والذين عادوا إىل إسبانيا لتشييد قصورهم هناك‪ ،‬فضل‬ ‫هو املكوث يف البلد الذي احتضنه‪ ،‬وشيد القرص املذكور ما بني ‪ 1913‬و‪ ،1917‬وكان من تصميم‬ ‫املهندس دي بابلو دوناتو (‪ )De Pablo Donato‬بتعاون مع املهندس اإليطايل ألفريدو كويل‬ ‫(‪ )Alfredo Colli‬ومع فريق من الحرفيني املتخصصني‪ ،‬من بينهم النقَّاش اإلسباين أنطونيو‬ ‫بارثيناس (‪ ،)Antonio Bárcenas‬والح َّداد الكويب فرانك بالثيوس (‪ ،)Frank Palacios‬ود َّهان‬ ‫من نفس الجنسية يدعى ميغيل الموغليا (‪ .)Miguel Lamoglia‬كل هؤالء تركوا بصامت من‬

‫قرص يدعى «أثيسكلو ديل فايي»‬ ‫(‪ )Acisclo del Valle‬مبدينة‬ ‫سيينفويغوس (‪ )Cienfuegos‬يف كوبا‪.‬‬

‫‪166‬‬

‫«بيت ليربون موراليس» (‪Lebrón‬‬ ‫‪«( )Morales‬متحف البورسالن»‬ ‫حالياً)‪ ،‬سانتو دومينغو (جمهورية‬ ‫الدومينيكان)‪ ،‬عقد ‪.1920‬‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫الثقافة التي ينتمون إليها بالقرص‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬كان لزاماً استرياد جل املواد التي استخدمت يف‬ ‫تزيينه من الخارج‪ ،‬باستثناء خشب األكاجو؛ وهكذا استقدم املرمر من مدينة ك ّرارا (‪)Carrara‬‬ ‫اإليطالية‪ ،‬والسرياميك من البندقية وغرناطة‪ ،‬والزخارف الحديدية والفسيفساء من إسبانيا‬ ‫كذلك‪ ،‬والزجاج من بلدان أوروبية أخرى‪.‬‬ ‫ يوجد هذا القرص الذي تحول اليوم إىل مطعم‪ ،‬بحي بونتا غوردا (‪ ،)Punta Gorda‬ويضم‬ ‫ثالثة أبراج مختلفة األشكال‪ :‬برج عىل اليسار يرمز إىل الحب‪ ،‬وبرج عىل اليمني يرمز إىل القوة‪،‬‬ ‫وبرج يف الوسط يرمز إىل الدين‪ ،‬ويف واجهته الزجاجية رسمت مشاهد من ميالد املسيح‪.‬‬ ‫ وسواء يف الواليات املتحدة أو يف بلدان منطقة الكاريبي‪ ،‬برزت الهندسة املوريسكية بدرجة‬ ‫أوىل يف األحياء السكنية‪ ،‬وهذا ما تشهد به بالنسبة للواليات املتحدة ما أوردناه بخصوص‬ ‫بامل بيتش وبوكا راتون وكورال غابليس‪ ،‬كام تشهد به بالنسبة للكاريبي مناطق متعددة من‬ ‫بينها حي لوتغارديتا (‪ )Lutgardita‬مبدينة رانشو بويريوس (‪ )Rancho Boyeros‬الكوبية‪،‬‬ ‫والذي طبعه بطابع موريسيك سنة ‪ 1931‬مهندسان معامريان بارزان هام إيفيلو غوبانتس‬ ‫(‪ )Evelio Govantes‬وفيليكس كاباروكاس (‪ ،)Félix Cabarrocas‬وكانا قد وضعا سنتني قبل‬ ‫ذلك تصميم رواق كوبا يف املعرض األمرييك الالتيني بإشبيلية‪ ،‬والذي أبرزا من خالله الطابع‬ ‫التاريخي للفن اإلسالمي‪.‬‬ ‫ هناك أحياء أخرى ببلدان منطقة الكاريبي‪ ،‬رغم أنها مل تشيد كاملة بهندسة موريسكية‬ ‫كام هو حال حي لوتغارديتا (‪ ،)Lutgardita‬فإن هذا الطابع بارز يف عدد من بناياتها‪ ،‬من‬ ‫بينها حي بايوتا (‪ )Bayota‬مبدينة سانتوريس (‪ )Santurce‬يف بورتوريكو‪ ،‬حيث شيدت خمس‬ ‫بنايات يف ثالثينيات القرن العرشين بشارع باسايو (‪ ،)Vassallo‬وبناية ليربون موراليس‬ ‫(‪ )Lebrón Morales‬يف سانتو دومينغو التي يربز فيها الفناء الداخيل بربكته املستطيلة‪ ،‬وقد‬ ‫وضع تصميمه سنة ‪ 1985‬املهندس بنيامني باويفونسيك (‪.)Benjamín Pawiewonsky‬‬ ‫ نعرث عىل أحياء موريسكية الطابع كذلك يف كولومبيا وفنزويال‪ ،‬من بينها بالنسبة للبلد‬ ‫األول حي مانغا (‪ )Manga‬مبدينة قرطاجنة‪ ،‬والذي تربز من بني بناياته املوريسكية‪« ،‬فيال‬ ‫رومان» (‪ )Villa Roman‬التي يعود تاريخ بنائها إىل سنة ‪ 1919‬وهي من تصميم املهندس‬ ‫املعامري ألفريدو بادينيس (‪ .)Alfredo Badenes‬بالنسبة للبلد الثاين‪ ،‬ورغم أننا مل نتمكن‬ ‫لحد اآلن من الحصول عىل قامئة مفصلة للمباين التي شيدت عىل الطريقة املوريسكية‪ ،‬فإنه‬ ‫بإمكاننا ذكر بعض األحياء التي تحمل هذا الطابع‪ ،‬مثل حي لوس هاتيكوس (‪)Los Haticos‬‬ ‫مبدينة ماراكايبو (‪ ،)Maracaibo‬والذي يضم مجموعة من املباين التي تربز بأقواسها وبأعمدتها‬ ‫الكورنثية؛ وحي بييا بيستا (‪ )Bella Vista‬الذي يضم بناية معروفة ذات طابع موريسيك هي‬ ‫ضيعة سان خواكني‪.‬‬ ‫ وإذا ما عدنا إىل بلدان منطقة الكاريبي‪ ،‬فإن حالة بورتوريكو معربة إىل حد بعيد‪ ،‬وقد شيدت‬ ‫أوىل البنايات ذات الهندسة املوريسكية بهذا البلد يف مدينتي بونثي (‪ )Ponce‬وماياغويث‬ ‫(‪)Mayagüez‬؛ يتعلق األمر يف الحالتني معاً ببنايات اختفت اليوم مع األسف‪ ،‬هي بالنسبة‬ ‫للمدينة األوىل مرسح إلبثكوتشون (‪ )El Bizcochón‬الذي يعود تاريخ بنائه إىل سنة ‪،1880‬‬ ‫وبالنسبة للمدينة الثانية رواق شيد يف ساحة الس ديليسياس (‪ )Las Delicias‬مبناسبة املعرض‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫‪167‬‬

‫الذي نظم سنة ‪ ،1882‬وكان من تصميم املهندس املعامري ماكسيمو ِميانا (‪)Máximo Meana‬‬ ‫الذي وضع كذلك تصميم البناية املعروف باسم «بيت رجال املطافئ»‪ .‬ويوجد بنفس املدينة‬ ‫بناء آخر بهندسة موريسكية‪ ،‬هو سوق اللحوم الذي يعود تاريخ تشييده إىل سنة ‪( 1926‬يعرف‬ ‫كذلك باسم ساحة الكالب)‪ ،‬والذي حاول واضع تصميمه املهندس املعامري رفائيل كارمويغا‬ ‫(‪ ،)Rafael Carmoega‬التوفيق بني الهندسة املعامرية املوريسكية وبني الهندسة املنتمية لتيار‬ ‫«الفن الجديد» (‪.)Art Nouveau‬‬ ‫ ويعترب كارمويغا (‪ )Carmoega‬هذا‪ ،‬واحدا ً من بني ثالثة أبرز مهندسني معامريني طبعوا‬ ‫بطابع إسباين فن العامرة يف بورتوريكو خالل الثلث األول من القرن العرشين‪ .‬أما أشهر أعامله‬ ‫فهي واجهة جامعة بورتوريكو مبنطقة ريو بييدراس (‪ )Río Piedras‬والتي يعود تاريخ بنائها‬ ‫إىل سنة ‪ ،1936‬وفيها مزج بني أسلوب عرص النهضة وبني هندسة الخريالدا اإلشبيلية‪ ،‬وهو بذلك‬ ‫يذكرنا ببناء آخر‪ ،‬شيد عىل طراز الخريالدا‪ ،‬هو «برج الساعة» (يعرف كذلك بربج روزفلت) الذي‬ ‫بني ما بني ‪ 1937‬و‪ ،1939‬وكان من تصميم املهندس شيمل بفينينغ (‪.)Pefenning Schimmel‬‬ ‫ املهندس املعامري الثاين هو بيدرو دي كاسرتو (‪ ،)Pedro de Castro‬الذي وضع تصاميم‬ ‫أعامل عمرانية خارج بالده كذلك‪ ،‬من بينها بنايتان بجمهورية الدومينيك‪ ،‬األوىل هي إقامة‬ ‫«تيخريا–ألباريث» (‪ )Tejera–Álvarez‬بالعاصمة سانتو دومينغو (‪،)Santo Domingo‬‬ ‫وبالضبط مبنطقة كاثكوي (‪ ،)Gazcue‬ويعود تاريخ بنائها إىل سنة ‪1928‬؛ والثانية مبدينة‬ ‫سانتياغو دي لوس كابايريوس (‪ ،)Santiago de los Caballeros‬ويعود تاريخ بنائها إىل ‪.1929‬‬ ‫أما يف بورتوريكو‪ ،‬فمن أشهر أعامله بناية «بيت إسبانيا» (‪ )Casa de España‬يف مقاطعة‬ ‫سان خوان العتيقة (‪ )Viejo San Juan‬والتي يعود تاريخ تشييدها إىل سنة ‪ .1933‬وقد‬

‫املهندس املعامري بيدرو أ‪ .‬دي‬ ‫كاسرتو (‪.)Pedro A. de Castro‬‬ ‫نافورة األسود يف «بيت اسبانيا»‪ ،‬سان‬ ‫خوان (بورتوريكو)‪.1933 ،‬‬

‫‪168‬‬

‫‪10. Vivoni Farage, Enrique, «La‬‬

‫‪arquitectura de la identidad puer‬‬‫‪torriqueña», en Hispanofilia. Ar‬‬‫‪quitectura y vida en Puerto Rico,‬‬ ‫‪San Juan, Editorial de la Univer‬‬‫‪sidad de Puerto Rico, 1998, pp.‬‬ ‫‪135-136.‬‬ ‫‪11. Álvarez Curbello, Silvia y Vi‬‬‫‪voni Farage, Enrique, «Crónica de‬‬ ‫‪una casa hispanófila: la Casa Ca‬‬‫‪bassa en Ponce», en Hispanofilia.‬‬ ‫‪Arquitectura y vida en Puerto Rico.‬‬ ‫‪San Juan, Editorial de la Universi‬‬‫‪dad de Puerto Rico, 1998, p. 222.‬‬ ‫‪12. Fernández, Alexander y Rive‬‬‫‪ra, Diana, Francisco Roldán: Archi‬‬‫‪tecture & biography, San Juan de‬‬ ‫‪Puerto Rico, La Nueva Escuela de‬‬ ‫(بحث غري منشور) ‪.Arquitectura, 1996.‬‬

‫‪  .13‬من رجال الصناعة البارزين يف‬ ‫املكسيك يف نهاية القرن التاسع عرش‪،‬‬ ‫تحولت دار التوليد التي أنشأها إىل‬ ‫مؤسسة تحمل اسمه‪ ،‬وال زالت تطلع‬ ‫بنفس املهمة إىل اليوم (املرتجم)‪.‬‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫تخرج هذا املهندس من جامعة سرياكوز (‪ )Syracuse‬بنيويورك‪ ،‬لذا فإن تأثره بـ «األسلوب‬ ‫اإلسباين» كان من خالل نظرة املدرسة األمريكية‪ .‬وسوف يطبق يف تصاميمه عنارص منقولة‬ ‫من قرص الحمراء‪ ،‬خصوصاً نافورات بهو األسود‪ ،‬التي نجدها يف «بيت إسبانيا» سالف الذكر‪،‬‬ ‫كام نجدها يف إقامة مبنطقة غواياما (‪ ،)Guayama‬كانت يف ملكية ثري يدعى إنرييك كاليامنو‬ ‫(‪ ،)Enrique Calimano‬وكان قد وضع تصميمها يف البداية مهندس معامري آخر هو أنطونني‬ ‫نيشودوما (‪ ،)Antonín Nechodoma‬لكن بعد وفاته سنة ‪ 1928‬توىل مهمة إكامل التصميم‬ ‫بيدرو دي كاسرتو الذي طبعه بطابع إسباين‪ .10‬ومن البنايات األخرى البارزة التي وضع تصميمها‬ ‫كاسرتو‪ ،‬هناك إقامة خاكوبو كاباسا (‪ )Jacobo Cabassa‬التي شيدت سنة ‪ 1924‬يف مدينة‬ ‫بونثي (‪ ،)Ponce‬مبنطقة غري بعيدة عن حي الحمراء‪. 11‬‬ ‫ املهندس املعامري الثالث هو فرانسيسكو رولدان (‪ )Francisco Roldán‬املتأثر‬ ‫حسب ما يظهر من أعامله‪ ،‬بالتيار التجديدي الذي نشأ يف فيينا‪ ،‬والذي عرف كيف ميزجه‬ ‫بعنارص من الفن املوريسيك الذي كان موضة يف الواليات املتحدة يف عرشينيات القرن‬ ‫العرشين‪ .‬ومن البنايات املعروفة التي وضع تصاميمها‪ ،‬هناك املؤسسة العلمية «أتينيو‬ ‫بورتوريكينيو» (‪ )Ateneo Puertorriqueño‬التي يعود تاريخ بنائها إىل ‪ ،1923‬وكان‬ ‫رولدان من أعضائها‪ ،‬وبها يظهر الطابع املوريسيك يف األقواس السبعة املوجودة بالطابق‬ ‫الثاين‪ ،‬ويف الفسيفساء امللون‪ .‬ويشبه هذا البناء يف زخرفته من الداخل والخارج‪ ،‬بناء آخر‬ ‫كان يأوي مكاتب مجلة بورتوريكو إلوسرتادو (‪ ،)Puerto Rico Ilustrado‬وصحيفة املوندو‬ ‫(‪ ،)El Mundo‬وقد شيد كذلك سنة ‪ 1923‬مبقاطعة سان خوان العتيقة (‪ ،)Viejo San Juan‬يف‬ ‫ملتقى شارعي تانكا (‪ )Tanca‬وسان خوسيه (‪ .)San José‬ويتجىل الطابع املوريسيك لهذا البناء‬ ‫الذي يوجد اليوم يف ملكية بلدية املدينة‪ ،‬يف قوس ومجموعة من األعمدة‪ .‬وتوجد ببورتوريكو‬ ‫كذلك بنايتان أخريان شيدتا عىل الطراز املوريسيك‪ ،‬هام «سجن الدولة» مبدينة رييو بيدراس‬ ‫(‪ )Río Piedras‬الذي يعود تاريخ بنائه إىل سنتي ‪ ،1927–1926‬ومستشفى «التعاضد املتبادل»‬ ‫الذي شيد بنفس املدينة سنة ‪ 1925‬والذي يربز فيه جناح الوالدة بأقواسه ونوافذه املزينة‬ ‫بالسرياميك وبالزجاج املوريسيك امللون‪ ،‬وباألبراج املوجودة بأطرافه والتي صممت عىل شاكلة‬ ‫مئذنة الخريالدا اإلشبيلية‪.12‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫منط من تصاميم املعامري إدواردو‬ ‫تاماريث (‪،)Eduardo Tamariz‬‬ ‫«بيت طاحونة سان فرانسيسكو»‬ ‫(مجدد)‪ .‬مدينة بويبال (املكسيك)‪،‬‬ ‫عقد ‪.1880‬‬

‫املكسيك وأمريكا الوسطى‬

‫نعرث عىل الهندسة املعامرية املوريسكية بشكل واضح يف بعض واليات املكسيك‪ .‬والحديث‬ ‫عن هذه الهندسة يفرض بالرضورة الحديث عن املهندس املعامري إدواردو تاماريث‬ ‫(‪ )Eduardo Tamariz‬الذي يعترب بحق واضع أسس «األسلوب املوريسيك الجديد» باملكسيك‪.‬‬ ‫ويربز املرشوع العمراين لهذا املهندس املجدد يف مدينة بويبال (‪ ،)Puebla‬حيث وضع تصاميم مبان‬ ‫‪13‬‬ ‫من بينها «دار التوليد»‪ ،‬التي شيدت ما بني سنتي ‪ 1879‬و‪ 1885‬بتكليف من لويس هارو متاريز‬ ‫(‪ ،)Luis Haro y Tamariz‬ومقر الجمعية الفنية املوسيقية «ال بوريسيام كونثيبثيون»‬ ‫(‪ ،)La Purísima Concepción‬الذي يعود تاريخ بنائه إىل سنة ‪ ،1883‬والذي أصبح اليوم‬ ‫مقرا ً لربملان والية بويبال‪ ،‬وإقامة «املاركيز دي مونسريات» (‪ )Marqués de Monserrat‬التي‬ ‫وضع تصميمها سنة ‪.1880‬‬

‫‪169‬‬

‫‪14. Martínez, Mónica y Rojas‬‬

‫‪Héctor, Erasmo, «El neoárabe‬‬ ‫‪de Eduardo Tamariz», Artes de‬‬ ‫‪México, nº 54, México (2000),‬‬ ‫‪pp. 69-73.‬‬ ‫‪ .15‬تحمل الرشكة املذكورة اسم‬ ‫‪Keystone Bridge de Pittsburgh,‬‬ ‫‪Pennsylvania.‬‬

‫ وإدواردو تاماريث هو دون شك أحد املهندسني املعامريني األمريكيني الالتينيني القالئل‬ ‫الذين تعرفوا عن كثب عىل الهندسة املعامرية اإلسالمية‪ ،‬ذلك ألنه بعد تخرجه من املدرسة‬ ‫املركزية للفنون واملهن بباريس‪ ،‬سافر إىل جنوب إسبانيا ثم إىل شامل إفريقيا‪ .‬ومن بني أعامله‬ ‫األخرى التي تستحق الذكر‪ ،‬كشك شُ يد يف ساحة الدستور‪ ،‬بالعاصمة مكسيكو‪ ،‬سنتي ‪–1882‬‬ ‫‪( 1883‬اختفى سنة ‪ 1960‬بعدما أقيم مكانه ما يعرف اليوم بنافورة سان ميغيل)‪.14‬‬ ‫ وبجانب والية بويبال نعرث عىل الهندسة املعامرية املوريسكية يف والية غواناخواتو‬ ‫(‪ .)Guanajuato‬يشهد بذلك مرسح خواريث (‪ )Juárez‬الذي ابتدأت أشغال البناء فيه سنة‬ ‫‪ ،1873‬وإن مل تنته إال ثالثني سنة بعد ذلك‪ ،‬وكان قد رشع يف وضع تصميمه املهندس املعامري‬ ‫خوسيه نورييغا (‪ )José Noriega‬ثم أمته بعد ذلك مهندس معامري آخر هو ريفاس مريكادو‬ ‫(‪ .)Rivas Mercado‬وسيتم افتتاح املرسح يف حفل راق ترأسه رئيس الجمهورية بورفرييو‬ ‫دياث (‪ ،)Porfirio Díaz‬وقدمت خالله أوبرا عايدة لفريدي‪ .‬ومام يلفت االنتباه يف مرسح‬ ‫خواريس‪ ،‬فناؤه الذي شيد عىل الطريقة «الكالسيكية الجديدة»‪ ،‬وفضاؤه الداخيل املوريسيك‬ ‫الطابع‪ ،‬وصالون املدخنني الذي روعي فيه أسلوب «الفن الجديد» (‪.)Art Nouveau‬‬ ‫ أما أشهر بناء موريسيك يف املكسيك فيوجد يف العاصمة‪ ،‬بحي سانتا ماريا دي ال ريبريا‬ ‫(‪ ،)Santa María de la Ribera‬يتعلق األمر يف األصل بنفس الرواق الذي شاركت به املكسيك‬ ‫يف املعرض الدويل للصناعة والقطن الذي نظم يف نيو أورلينز سنتي ‪ ،1885–1884‬والذي وضع‬ ‫تصميمه املهندس املكسييك خوسيه رامون إيبا ّروال (‪ ،)José Ramón Ibarrola‬وقد شيد‬ ‫بكامله من الحديد من طرف رشكة أمريكية‪ .15‬ومام ال شك فيه أن إيبا ّروال تأثر يف تصميمه‬ ‫لهذا الرواق‪ ،‬الذي يعد أشهر أعامله عىل اإلطالق‪ ،‬بأسلوب صديقه تاماريث‪.‬‬ ‫ وسوف تسمح مشاركة املكسيك يف معارض دولية أخرى فيام بعد‪ ،‬خصوصاً معرض بوفالو‬

‫‪170‬‬

‫‪16. Tenorio Trillo, Mauricio, Ar‬‬‫‪tilugio de la nación moderna. Mé‬‬‫‪xico en las exposiciones universa‬‬‫‪les, 1880-1930, México, Fondo de‬‬ ‫‪Cultura Económica, 1998.‬‬

‫‪  .17‬يطلـق عليـها بـاالسبـانيـة اسـم‬ ‫(‪)La Alameda Central de México‬‬ ‫وهي أهم حديقة عمومية يف املكسيك‪،‬‬ ‫شيدها يف القرن السادس عرش نائب‬ ‫ملك «إسبانيا الجديدة»‪ ،‬لويس دي‬ ‫فالسكو (‪( )Luis de Velasco‬املرتجم)‪.‬‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫(‪ )Buffalo‬سنة ‪ ،1901‬بربوز الهندسة املعامرية املوريسكية من جديد‪ ،‬حيث تم يف رواق‬ ‫املكسيك باملعرض املذكور‪ ،‬حسب ماوريثيو تينوريو‪ ،)Mauricio Tenorio( 16‬التوفيق بني‬ ‫الفن املوريسيك وفنون عمرانية منتقاة من مدارس تاريخية أخرى‪ .‬وعىل غرار معرض بوفالو‪،‬‬ ‫ساهم معرض سان لويس‪ ،‬الذي نظم ثالث سنوات بعد ذلك‪ ،‬والذي شاركت فيه املكسيك بنفس‬ ‫الرواق الذي شاركت به من قبل يف معرض نيو أورلينز‪ ،‬يف التعريف بالفن املوريسيك الجديد‪.‬‬ ‫ولإلشارة فإن الرواق املذكور سيعود إىل املكسيك وسيوضع بـ «حديقة مكسيكو املركزية»‪،17‬‬ ‫حيث استخدم لبيع اليناصيب‪ ،‬قبل أن ينقل سنة ‪ 1908‬إىل شارع سانتا ماريا دي ال ريفريا‬ ‫(‪ ،)Santa María de la Ribera‬بعدما تقرر وضع نصب تذكاري للرئيس خواريث (‪،)Juárez‬‬ ‫باملكان الذي يوجد به الرواق‪.‬‬ ‫ عادة ما كانت هذه األروقة ذات الهندسة املعامرية املوريسكية تستعمل إلحياء حفالت‬ ‫موسيقية وأنشطة ثقافية أخرى‪ .‬ويظهر أن هذا التقليد مل يكن مقترصا ً عىل أمريكا‪ ،‬بل‬ ‫نجده يف أماكن غريها‪ ،‬مثل ما هو الحال بالنسبة لرواق «كنز السلطان» الذي شيد يف فيينا‬ ‫سنة ‪ ،1873‬مبناسبة املعرض الذي احتضنته العاصمة النمساوية تلك السنة؛ ورواق «البازار‬ ‫الرشقي» الذي شيد مبنطقة تروكاديرو (‪ )Trocadéro‬الباريسية‪ ،‬من أجل املشاركة به يف‬ ‫معرض باريس سنة ‪ .1878‬وبالنسبة ألمريكا نذكر الرواق الذي شيد مبدينة بونثي (‪)Ponce‬‬ ‫يف بورتوريكو عام ‪.1882‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫منوذج من تصاميم املهندس‬ ‫املعامري خوسيه رامون إيبا ّروال‬ ‫(‪ .)José Ramón Ibarrola‬كشك‬ ‫سانتا ماريا دي ال ريبريا‪ ،‬مدينة‬ ‫مكسيكو‪.1908–1884 ،‬‬

‫‪18. Garcia Barragán, Elisa, «Su-‬‬

‫‪pervivencias mudéjares y presen‬‬‫‪cias orientalistas en la arquitectura‬‬ ‫‪mexicana», Anales del Instituto de‬‬ ‫‪Investigaciones Estéticas, México,‬‬ ‫‪nº 45 (1976), pp. 137-146.‬‬

‫‪171‬‬

‫كان تشييد هذه األروقة املوريسكية بألوانها‬ ‫املتضاربة يتم يف كثري من األحيان اعتامدا ً عىل‬ ‫كتالوجات أنجزت يف بلدان أوروبية ليس لها‬ ‫بالرضورة ماض عريب‪ ،‬وهذه حالة رواق ساحة‬ ‫«إغناثيو ثرغوثا» (‪ )Ignacio Zaragoza‬مبدينة‬ ‫هريموسيو (‪ )Hermosillo‬املكسيكية‪ ،‬الذي‬ ‫شيد اعتامدا ً عىل كتالوج طبع يف فلورانسا‬ ‫يف العقد األول من القرن العرشين؛ ورواق‬ ‫ثان شيد مبدينة غوامياس (‪ ،)Guaymas‬التي‬ ‫تبعد ‪ 138‬كلم عن مدينة هريموسيو‪ ،‬وأروقة‬ ‫مبدن مكسيكية أخرى هي‪ :‬خرييث دي غارثيا‬ ‫ساليناس (‪ )Jerez de García Salinas‬وتامبيكو‬ ‫(‪ )Tampico‬وتالكوتالبان (‪.)Tlacotalpan‬‬ ‫ ومن البنايات األخرى ذات الهندسة املعامرية‬ ‫املوريسكية التي تلفت االنتباه باملكسيك‪ ،‬مجموعة من الكنائس يعود تاريخ بنائها إىل القرن‬ ‫التاسع عرش وبداية القرن العرشين‪ ،‬نذكر من بينها‪ :‬كنيسة سان دييغو (‪ )San Diego‬مبدينة‬ ‫موريليا (‪( )Morelia‬تعرف كذلك باسم «معبد غوادالويب» [‪،)]Santuario de Guadalupe‬‬ ‫وقد امتد بناؤها من ‪ 1907‬إىل ‪ ،1912‬وكانت من تصميم املهندس خواكني هورتا‬ ‫(‪ )Joaquín Horta‬الذي سبق ووضع زخرفة كنيسة تاللبوخاهوا (‪ )Tlalpujahua‬التي تربز‬ ‫بألوانها الزاهية‪ ،‬وإن مل تصل العنارص املوريسكية املوجودة بها ملا هو موجود بكنيسة سان‬ ‫دييغو سالفة الذكر‪ ،‬ومبصىل القديس يوسف بكتدرائية ليون التي شيدت ما بني ‪ 1891‬و‪،1893‬‬ ‫مبدينة غوانخواتو (‪.)Guanajuato‬‬ ‫ ودامئاً يف املكسيك‪ ،‬نعرث عىل مبان موريسكية الهندسة معدة للسكن كذلك‪ ،‬أوردت مناذج‬ ‫منها الباحثة إليزا غارثيا برغان (‪ )Elisa García Barragán‬يف دراستها الرائدة حول املوضوع‪،18‬‬ ‫من بينها إقامة واحدة مبدينة أغواسكاليينتيس (‪ )Aguascalientes‬وضع تصميمها املهندس‬ ‫ريفوخيو رييس (‪ ،)Refugio Reyes‬وثالث إقامات بالعاصمة الفدرالية‪ ،‬األوىل بـ «منطقة‬ ‫خواريث» (‪ ،)Colonia Juárez‬والثانية عند ملتقى شارعي «الثورة» و«روبينز» (‪)Rubens‬‬ ‫ويعود تاريخها إىل ‪ 1903‬وهي من تصميم املهندس املعامري إنرييك أواليتا (‪،)Enrique Olaeta‬‬ ‫والثالثة بشارع «نهر ميكسكواك» (‪ )Río Mixcoac‬وبالضبط بزاوية شارع «فيليكس با ّرا»‬ ‫(‪.)Félix Parra‬‬ ‫ يجب التنبيه هنا إىل أن الطابع املوريسيك يف النامذج املشار إليها‪ ،‬ال يشمل البناية‬ ‫بكاملها‪ ،‬وإمنا فقط بعض املرافق‪ ،‬هي عادة تلك املخصصة للتسلية‪ ،‬أساساً تسلية الرجال‪،‬‬ ‫مثل صالونات التدخني‪ .‬ويوجد أشهر صالونني يف املكسيك تتوفر فيهام هذه الصفة‪ ،‬يف إقامتني‬ ‫مبدينة بويبال‪ ،‬وضع تصميم األول منهام املهندس املعامري كارلوس بييو (‪،)Carlos Bello‬‬ ‫وأرشف عىل زخرفته ما بني ‪ 1900‬و‪ 1905‬األخوان أ ْربا (‪ )Arpa‬وهام يف األصل من مدينة‬ ‫إشبيلية‪ ،‬ووضع تصميم الثاين املهندس املعامري أغوستني سيلفا (‪ )Agustín Silva‬سنة‬

‫مشهد آخر من كشك سانتا ماريا‬ ‫دي ال ريبريا‪ ،‬مدينة مكسيكو‪،‬‬ ‫‪.1908–1884‬‬

‫‪172‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫‪173‬‬

‫‪ ،1913‬وهو مطل عىل منتزه برافو (‪ )Bravo‬الخالب‪ .19‬هذه الصالونات مل تكن حكرا ً عىل‬ ‫اإلقامات الخاصة‪ ،‬بل نجدها كذلك يف البنايات العمومية‪ ،‬مثل الصالون الذي شيده املهندس‬ ‫املعامري أنطونيو ريفاس (‪ )Antonio Rivas‬داخل «القرص الوطني» مبدينة مكسيكو‪ ،‬والصالون‬ ‫املوجود مبقر إقامة رئيس الجمهورية يف بامنا‪ ،‬والصالون املوجود بإقامة رئيس الجمهورية يف‬ ‫ماناغوا عاصمة نيكاراغوا‪ .‬ويعود تاريخ بناء قرص بامنا إىل سنة ‪ ،1673‬لكنه سيجدد سنة ‪1922‬‬ ‫بإضافة «فناء أندليس» يف الطابق الثاين‪ ،‬و«صالون موريسيك» يف الطابق الثالث‪ .‬وقد أرشف‬ ‫عىل عملية التجديد املهندس ليوناردو فيانويفا (‪ )Leonardo Villanueva‬بتكليف من رئيس‬ ‫الجمهورية بيليساريو بو ّراس (‪ ،)Belisario Porras‬أما صالون «ماناغوا» فقد تم افتتاحه سنة‬ ‫‪ 1931‬أثناء والية الجرنال خوسيه ماريا مونكادا (‪ .)José María Moncada‬ويوجد بنفس‬ ‫العاصمة ماناغوا‪ ،‬بناء موريسيك آخر‪ ،‬يعود تاريخه إىل ‪ ،1898‬هو سوق «ماسايا» (‪)Masaya‬‬ ‫(يعرف اليوم باسم أطالل السوق القديم)‪ ،‬الذي وضع تصميمه املهندسان سيامن (‪)Simán‬‬ ‫وبيمنتيل (‪ .)Pimentell‬ويبلغ طول هذا السوق ‪ 110‬أمتار‪ ،‬وقد اصطفت بجوانبه األربعة أكرث‬ ‫من مائة باب ونافذة‪ ،‬صممت كلها عىل الطريقة املوريسكية‪.‬‬

‫منطقة األنديس‬

‫‪19. Terán Bonilla, José Antonio y‬‬

‫‪Velázquez Thierry, Luz de Lourdes,‬‬ ‫‪«Salones fumadores de Puebla»,‬‬ ‫‪Artes de México, México, nº 54‬‬ ‫‪(2001), pp. 78-81.‬‬ ‫‪20. Bonet Correa, Antonio, El es‬‬‫‪tilo Neoárabe en España, Madrid,‬‬ ‫‪2003.‬‬

‫ميكن أن نبدأ تحليل مظاهر الهندسة املوريسكية يف هذه املنطقة من خالل مناذج برزت بدرجة‬ ‫أوىل يف كولومبيا‪ ،‬خصوصاً يف حلبات مصارعة الثريان‪ .‬يتعلق األمر بتأثريات وصلت مبارشة من‬ ‫إسبانيا وليس عرب املسالك األنجلوسكسونية أو املعارض الدولية والتي كانت وراء تشييد جل‬ ‫البنايات سالفة الذكر‪ .‬هناك نقطة أخرى نود اإلشارة إليها يف الحالة التي نحن بصددها‪ ،‬وهي‬ ‫إمكانية الحديث بدالً عن الهندسة املعامرية «العربية الجديدة» (‪ )Neoárabe‬كام فعلنا يف‬ ‫الحاالت السابقة‪ ،‬الحديث عن الهندسة املعامرية «املدجنة الجديدة» (‪ .)Neomudéjar‬ويرى‬ ‫بونيت كورييا (‪ )Bonet Correa‬يف هذا السياق أن الفرق بني االثنني هو مبثابة «الفرق بني توجه‬ ‫يكتفي بنقل وتقليد منوذج تاريخي راق‪ ،‬وبني توجه يسعى لخلق أسلوب جديد قادر عىل التأقلم‬ ‫مع االتجاهات املعامرية الحديثة؛ بعبارة أخرى‪ ،‬ينتمي األسلوب ‘العريب الجديد’ إىل ذلك العامل‬ ‫الذي مييل إىل كل ما هو طريف‪ ،‬من أجل خلق جو افرتايض إيحايئ شبيه مبشاهد سينامئية‪،‬‬ ‫يف حني مييل األسلوب ‘املدجن الجديد’ إىل ما هو واقعي بنيوي‪ ،‬وهذا ما يجعله مختلفاً عن‬ ‫األسلوب األول الذي يبقى يف نهاية املطاف نوعاً من الديكور ومن اإليحاء املرسحي…‪ .»20‬ويركز‬ ‫باحثون آخرون‪ ،‬يف حديثهم عن االختالف املوجود بني االتجاهني‪ ،‬عىل املواد املستعملة يف البناء‪،‬‬ ‫ذلك ألن الفن «املدجن الجديد» يستعمل باألساس القرميد‪.‬‬ ‫ وتعترب حلبة مصارعة الثريان املعروفة باسم «الساحة الجديدة» والتي وضع تصميمها بـ‬ ‫«شارع القلعة» (‪ )Calle de Alcalá‬مبدريد سنة ‪ 1874‬مهندسان معامريان‪ ،‬هام لورينثو‬ ‫ألباريث (‪ )Lorenzo Álvarez‬وإمييليو رودريغيث (‪ ،)Emilio Rodríguez‬املرجع الذي‬ ‫استندت إليه بقية حلبات مصارعة الثريان التي شيدت فيام بعد عىل الطراز العريب بإسبانيا كام‬ ‫بأمريكا الالتينية‪ .‬وكان املهندس األخري قد صمم سنة واحدة قبل ذلك رواق إسبانيا يف املعرض‬ ‫الدويل بفيينا‪ .‬وحسب بونيت كو ّريي دامئاً‪« ،‬يقف التيار الرومانيس الذي يظن أن رياضة‬ ‫مصارعة الثريان بدأت يف إسبانيا خالل فرتة حكم املسلمني‪ ،‬وراء تشييد مالعب مصارعة الثريان‬

‫‪21. Bonet Correa, Antonio, El es-‬‬

‫‪tilo Neoárabe en España, Madrid,‬‬ ‫‪2003.‬‬ ‫‪22. Tavera Aya, Fernando, «Los‬‬ ‫‪toros en Bogotá y Cartagena, dos‬‬ ‫‪siglos de tradición republicana»,‬‬ ‫‪Revista Credencial Historia, Bogo‬‬‫‪tá, nº 62 (febrero de 1995).‬‬

‫بتصاميم مستوحاة من الهندسة العربية الجديدة»‪.21‬‬ ‫ وسيستمر استعامل ملعب شارع القلعة مبدريد إىل غاية سنة ‪ ،1934‬حيث افتتحت رسمياً‬ ‫ساحة أخرى ملصارعة الثريان‪ ،‬هي حلبة «الس فينتاس» (‪ ،)Plaza de las Ventas‬والتي يعود‬ ‫وضع تصميمها إىل سنوات قبل ذلك‪ .‬وستصبح هذه الساحة بهندستها «املدجنة الجديدة»‬ ‫(‪ ،)Neomudéjar‬املرجعية األساسية للعديد من حلبات مصارعة الثريان التي ستشيد بعد‬ ‫ذلك يف إسبانيا ويف منطقة األنديس ومناطق أخرى‪ ،‬مثل حلبة «ماكارينا» (‪ )Macarena‬يف‬ ‫مدينة ميدايني (‪ )Medellín‬الكولومبية‪ ،‬وحلبة «سانتا ماريا» (‪ )Santa Maria‬مبدينة بوغوتا‪،‬‬ ‫عاصمة نفس البلد‪ ،‬والتي وضع تصميمها املهندس املعامري اإلسباين سانتياغو دي مورا‬ ‫(‪ )Santiago de Mora‬سنة ‪ .1931‬وتجدر اإلشارة هنا إىل أنه إىل غاية هذه السنة‪ ،‬كانت‬ ‫توجد يف العاصمة الكولومبية ما ال يقل عن تسع عرشة حلبة ملصارعة الثريان‪.22‬‬ ‫ إن قامئة ساحات مصارعة الثريان ذات التصاميم العربية طويلة يف كولومبيا‪ ،‬والزالت هذه‬ ‫الساحات تشيد إىل اليوم بهندسة عربية‪ .‬وقد تم سنة ‪ ،2000‬ترميم حلبة مصارعة الثريان املسامة‬ ‫«البوسيك» (‪( )El Bosque‬الغابة) واملوجودة مبدينة أرمينيا (‪ )Armenia‬عىل الطراز العريب‪،‬‬ ‫بعد األرضار التي لحقتها عقب الزلزال الذي رضب املدينة يف شهر يناير من السنة املذكورة‪.‬‬ ‫ومن بني ساحات مصارعة الثريان يف كولومبيا التي لها خصوصية متميزة‪ ،‬نذكر «حلبة غرناطة»‬ ‫مبدينة كايل (‪ ،)Cali‬والتي ميكن أن نعتربها حلبة متنقلة‪ ،‬ذلك ألنها شيدت يف مدينة طليطلة‬ ‫اإلسبانية قبل أن تعرب املحيط األطليس‪ .‬وتصل الطاقة االستيعابية لهذه الحلبة إىل أربعة آالف‬ ‫متفرج‪ ،‬وكام هو موضح يف لوحاتها االشهارية‪ ،‬فهي «مجهزة ببنية معدنية صلبة‪ ،‬تم تجريبها يف‬

‫تصميم سانتياغو مورا‪ ،‬حلبة‬ ‫مصارعة الثريان سانتا ماريا‪ ،‬بوغوتا‬ ‫(كولومبيا)‪.1931 ،‬‬

‫‪174‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫تصميم إن ّرييك أواليتا‪ ،‬مبنى يف‬ ‫جادة الثورة وروبنس‪ ،‬مدينة‬ ‫مكسيكو‪.1903 ،‬‬

‫بناء مدرسة يف مركز مدينة غواتيامال‬ ‫التاريخي‪ ،‬عقد ‪.1920‬‬

‫بناء يف مدينة سان سلفادور‬ ‫(السلفادور)‪ ،‬عقد ‪.1930‬‬

‫‪  .23‬راجع‪http://www.plazatoros. :‬‬ ‫‪com.co/plamov.htm‬‬

‫‪175‬‬

‫عدد من البلدان األخرى‪ ،‬مام يسمح بتنظيم‬ ‫مختلف األنشطة بها يف ظروف مريحة‪ ،‬مع‬ ‫توفر كامل الرشوط األمنية واملهنية»‪ .23‬ومن‬ ‫األمور التي تلفت االنتباه يف هذه الحلبة‪،‬‬ ‫مجموعة من األقواس التمويهية ذات الهندسة‬ ‫العربية‪ ،‬رسمت عىل الجدار املطاطي الذي‬ ‫يحيط مبيدان املصارعة‪.‬‬ ‫بالنسبة للبريو‪ ،‬رغم أن أقدم حلبة‬ ‫ ‬ ‫مصارعة الثريان وهي حلبة أشو (‪)Acho‬‬ ‫بالعاصمة ليام‪ ،‬والتي شيدت يف الربع األخري‬ ‫من القرن الثامن عرش عىل عهد نائب امللك‬ ‫أمات (‪ )Amat‬ال تحمل طابعاً موريسكياً‪ ،‬فإن فضاءات عمومية أخرى للرتفيه بنفس املدينة‬ ‫تتميز بهذا الطابع‪ ،‬نذكر من بينها ملعب الفروسية مبنطقة سانتا بياتريث (‪،)Santa Beatriz‬‬ ‫الواقعة بضواحي العاصمة‪ ،‬وهو من تصميم املهندس املعامري ألفريدو بنافيديس (‪Alfredo‬‬ ‫‪ ،)Benavides‬الذي أضفى عىل منصته الخشبية طابعاً موريسكياً‪ ،‬بحيث وضع يف جزئها العلوي‬ ‫رشفة بها قبة يزينها هالل‪ .‬وكان هذا امللعب قد فتح أبوابه ألول مرة سنة ‪ ،1903‬واستقبل‬ ‫مسابقات الخيول عىل امتداد خمسة وثالثني سنة‪.‬‬ ‫ أما أشهر بناء موريسيك يف العاصمة البريوفية‪ ،‬والذي ال زال يحظى باهتامم خاص إىل اليوم‪،‬‬ ‫فهو «الرواق املوريسيك» املوجود بحديقة املعارض‪ ،‬وكانت الجالية اإلسبانية قد قدمته هدية‬ ‫للحكومة البريوفية مبناسبة مرور مائة سنة عىل االستقالل‪ .‬يتعلق األمر بقوس كبري ملون بلونني‬ ‫عىل طريقة أقواس مسجد قرطبة‪ .‬وسوف يتم سنة ‪ 2000‬ترميم القوس وتوسيع محيط فنائه‪.‬‬ ‫وبخصوص البناء املوريسيك األكرث طرافة يف البريو‪ ،‬فهو دون شك ذاك املوجود يف مقاطعة سان‬ ‫ميغيل (‪ )San Miguel‬وبالضبط يف «حديقة الهالل»‪ ،‬والتي سميت كذلك بسبب شكل القوس‬ ‫املوجود بها‪ ،‬والذي أصبحت له داللة خاصة لدرجة تم معها إدماجه يف الشعار الخاص باملقاطعة‪.‬‬ ‫ وإذا ما انتقلنا إىل واليات البريو الداخلية‪ ،‬نجد من بني البنايات ذات الهندسة املعامرية‬ ‫املوريسكية‪« ،‬فندق باالس» (‪ ،)Hotel Palace‬ذا الطوابق الثالثة‪ ،‬مبدينة إيكيتوس (‪)Iquitos‬‬ ‫والذي اعترب خالل عقود أفخم فندق يف منطقة األمازون البريوفية‪ .‬ويرجع تشييد هذا الفندق‬ ‫الذي امتد بناؤه من ‪ 1908‬إىل ‪ ،1912‬إىل االزدهار االقتصادي الذي عرفته املنطقة مع بداية‬ ‫استغالل املطاط يف نهاية القرن التاسع عرش‪ .‬وكان هذا االزدهار االقتصادي وراء تشييد بنايات‬ ‫أخرى راقية ذات طابع موريسيك بنفس املدينة تم تزيينها مبالط مستورد من أوروبا‪ ،‬وبشبابيك‬ ‫حديدية إشبيلية الطراز‪ .‬ويربز من بني كل هذه البنايات‪« ،‬بيت الحديد» وهو بناء وضع تصميمه‬ ‫املهندس الفرنيس ذائع الصيت كوستاف إيفيل (‪( )Gustave Eiffel‬مصمم برج إيفيل)‪.‬‬ ‫ ويف اإلكوادور نعرث عىل الطابع املوريسيك يف بنايات من بينها «برج الساعة» يف غواياكيل‬ ‫(‪ ،)Guayaquil‬وهو بناء مثمن الزوايا يعود تاريخه إىل سنة ‪ ،1842‬وقد تم تجديده سنة ‪1930‬‬ ‫بعد أن حطمته حركة املد والجزر‪ .‬كام نعرث عىل نفس الطابع بربج ثان مبدينة لوخا (‪)Loja‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫‪177‬‬

‫يصل علوه إىل ‪ 32‬مرتا ً‪ ،‬شيد بـ «حديقة االستقالل» (تسمى كذلك حديقة سان سباستيان)‬ ‫التي شهدت رصخة التحرير سنة ‪ .1820‬ومام الشك فيه‪ ،‬فالحديث عن هذين البناءين‬ ‫املوريسكيني يدفعنا للحديث عن بنايات أخرى ذات داللة يف اإلكوادور‪ ،‬نذكر من بينها إقامة‬ ‫فيياغوميث (‪ )Villagómez‬يف كيتو التي شيدها املهندس املعامري فرانسيسكو دوريني‬ ‫(‪ )Francisco Durini‬والتي حصلت سنة ‪ 1932‬عىل جائزة أورناتو (‪ ،)Ornato‬وهي تستخدم‬ ‫اليوم كمقر ملؤسسة هايو (‪ .)Hallo‬ويلفت االنتباه يف هذا البناء‪ ،‬الستائر الحديدية املستعملة‬ ‫للفصل بني الفضاءات العمومية والخصوصية‪ ،‬وزخارف هندسية‪ ،‬وخطوط منقوشة بالعربية‬ ‫أغلبها دون معنى محدد‪ ،‬ألنه يف أغلب الحاالت عندما يتعلق األمر بوضع ديكور عىل شكل‬ ‫حروف‪ ،‬يكون مصممها ال يعرف العربية‪ ،‬ويكتفي بإبراز الطابع الجاميل‪ ،‬وعادة ما كان يتم نقل‬ ‫تلك الحروف من بعض القوالب أو من كتب واسعة االنتشار مثل كتاب أوين جونز( (�‪Owen Jo‬‬ ‫‪ ،)nes‬تصاميم وارتفاعات‪ ،‬وأقسام‪ ،‬وجزئيات قرص الحمراء‪ ،‬الصادر بلندن سنة ‪ ،1842‬وخصوصاً‬ ‫كتاب قواعد الزخرفة لنفس املؤلف والصادر كذلك بلندن سنة ‪.1856‬‬ ‫ وبخصوص بوليفيا‪ ،‬فإن النموذجني األكرث تعبريا ً عن الهندسة املوريسكية هام قرص الغلورييتا‬ ‫(‪ )La Glorieta‬يف ضواحي مدينة سوكري (‪ ،)Sucre‬الذي وضع تصميمه حوايل سنة ‪1900‬‬ ‫املهندس املعامري أنطونيو كامبونوفو (‪ ،)Antonio Camponovo‬وقد مزج فيه بني تأثريات أكرث‬ ‫من عرش مدارس هندسية‪ ،‬وقرص بورتاليس (‪ )Portales‬مبدينة كوشابامبا (‪ )Cochabamba‬الذي‬ ‫شيد ما بني ‪ 1912‬و‪ 1927‬لحساب املليونري سيمون باتينيو (‪ ،)Simón Patiño‬ويقع يف مفرتق‬ ‫شارعي بوتويس (‪ )Potosi‬وبوينوس أيرس‪ .‬ورغم أن هذا البناء األخري هو يف خطوطه العريضة ذو‬ ‫طابع فرنيس‪ ،‬فإن بداخله قاعة للعب البيار بزخرفة موريسكية مستوحاة من قرص الحمراء‪.‬‬

‫بلدان الشطر الجنويب من أمريكا الالتينية‬

‫► بناية يف مدينة مريافلوريس‪ ،‬ليام‬ ‫(البريو)‪ ،‬عقد ‪.1920‬‬

‫إذا ما اتجهنا جنوباً عىل امتداد منطقة األنديس املوازية للمحيط الهادي‪ ،‬سنعرث عىل واحد‬ ‫من البلدان األكرث تعبريا ً عن الهندسة املعامرية املوريسكية الجديدة؛ يتعلق األمر بتشييل الذي‬ ‫يأوي أقدم بناية يف أمريكا الالتينية تجسد هذه الهندسة‪ ،‬إنها اإلقامة املعروفة باسم «قرص‬ ‫الحمراء» واملوجودة بشارع كومبانيا (‪ )Compañía‬بالعاصمة سانتياغو‪ .‬يعود تاريخ البناية‬ ‫إىل ‪ ،1862‬وهي من تصميم املهندس املعامري مانويل ألدونايت (‪ ،)Manuel Aldunate‬وقد‬ ‫شيدت بتكليف من رجل األعامل فرانسيسكو إيغناسيو أوسا (‪.)Francisco Ignacio Ossa‬‬ ‫ومام ال شك فيه أن واضع التصميم زار قرص الحمراء لريى عن قرب املرافق التي أدرجها يف‬ ‫تصميمه‪ ،‬وإن كنا ال نستبعد أنه استأنس كذلك بكتايب أوين جونز سالفي الذكر‪ .‬ويف سنة‬ ‫‪ ،1891‬وبعد وفاة أوسا بيع القرص ملليونري آخر هو كالوديو فيكونيا (‪،)Claudio Vicuña‬‬ ‫الذي انتزع منه عقب مصادرة أمالكه‪ .‬وسيعرف الفن «املوريسيك الجديد» نقلة أخرى مع‬ ‫هذا املليونري‪ ،‬من خالل رضيحه الكائن يف «املقربة املركزية» بسانتياغو‪ ،‬والذي وضع تصميمه‬ ‫املهندس املعامري اإليطايل تيبالدو بروغنويل (‪.)Tebaldo Brugnoli‬‬ ‫ وبخصوص بقية واليات تشييل‪ ،‬نعرث كذلك عىل أمثلة معربة عن الهندسة املعامرية‬ ‫املوريسكية‪ ،‬من بينها «الكازينو اإلسباين» مبدينة إيكوييك (‪ )Iquique‬الساحلية‪ ،‬الذي وضع‬ ‫تصميمه سنة ‪ 1904‬املهندس املعامري ميغيل ريتورنانو (‪.)Miguel Retornano‬‬

‫‪178‬‬

‫‪  .24‬تيار فكري وجودي ظهر بإسبانيا‬ ‫يف نهاية القرن التاسع عرش ودعا إىل‬ ‫التجديد‪ ،‬يغلب عىل أعامله الطابع‬ ‫التشاؤمي‪ ،‬سمي بـ «جيل ‪ »98‬كناية‬ ‫عن السنة التي فقدت فيها إسبانيا آخر‬ ‫مستعمراتها بأمريكا الالتينية (‪،)1898‬‬ ‫ح َّمل مثقفوه مسؤولية التخلف‬ ‫االقتصادي واالجتامعي والثقايف التي‬ ‫كانت تعيشه إسبانيا‪ ،‬للطبقة السياسة‬ ‫(املرتجم)‪.‬‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫ ومن األمور التي تستحق اإلشارة يف الهندسة‬ ‫«املوريسكية الجديدة»‪ ،‬اعتبارها رمزا ً للثقافة‬ ‫االسبانية‪ ،‬وهذا ما سجلناه منذ القرن التاسع‬ ‫عرش‪ ،‬يف املعارض الدولية التي شاركت فيها‬ ‫إسبانيا‪ ،‬مثل معرض فيينا سنة ‪ 1873‬الذي شاركت‬ ‫فيه برواق من تصميم املهندس لورينثو ألباريث‬ ‫(‪ ،)Lorenzo Álvarez‬ومعرض باريس سنة ‪1878‬‬ ‫الذي شاركت فيه برواق من تصميم املهندس‬ ‫أغوستني أورتيث (‪ .)Agustín Ortiz‬ورغم أن‬ ‫حضور إسبانيا يف معرض باريس لسنة ‪ 1900‬حاد‬ ‫عن هذا االتجاه‪ ،‬مبشاركتها برواق من تصميم‬ ‫املهندس خوسيه أوريوستي (‪ ،)José Urioste‬كان‬ ‫مزيجاً من مؤثرات عرص النهضة األوروبية والعرص‬ ‫القوطي‪ ،‬وذلك يف سعيها للظهور مبظهر األمة‬ ‫املثقفة املرتبطة بجذورها القشتالية‪ ،‬وهو ما كان‬ ‫يتامىش وأفكار تيار «جيل مثانية وتسعني»‪ ،24‬فإن‬ ‫االبتعاد عن الهندسة املوريسكية رسق األضواء من‬ ‫رواق إسبانيا لصالح رواق وضع تصميمه مهندس‬ ‫فرنيس هو ديرناز (‪ ،)Dernaz‬حمل اسم «رواق‬ ‫األندلس يف عرصها اإلسالمي»‪ ،‬وكان يتضمن‬ ‫مجموعة من املشاهد والصور واإليحاءات عن األندلس‪ ،‬من بينها مشهد متويهي يرمز إىل‬ ‫قرص الحمراء‪.‬‬ ‫ غري أن هذا التحول الحاصل يف الصورة التي كانت تريد أن تقدمها إسبانيا عن عامرتها مل‬ ‫يدم كثريا ً‪ ،‬فرسعان ما عاد املعامر املوريسيك للحضور‪ ،‬سواء من خالل املعارض التي شاركت‬ ‫فيها‪ ،‬مثل معرض بروكسيل سنة ‪ ،1910‬أو من خالل املباين التي شيدتها بأمريكا الالتينية مثل‬ ‫بناية مدينة إيكوييك (‪ )Iquique‬التشيلية سالفة الذكر‪ ،‬والرواق املوريسيك بعاصمة البريو‬ ‫الذي أهدته الجالية اإلسبانية إىل مدينة ليام سنة ‪ 1921‬كام أسلفنا‪ ،‬والبناية الجميلة التي تأوي‬ ‫مقر الجالية اإلسبانية يف مدينة بارنا (‪ )Paraná‬األرجنتينية‪ ،‬والتي وضع تصميمها املهندس‬ ‫سانتوس دومينغيث (‪ ،)Santos Domínguez‬وقد زينت واجهتها بأقواس علق عليها علم‬ ‫إسبانيا‪ ،‬ومقر «الجمعية اإلسبانية للتعاضد املتبادل» مبدينة قرطبة األرجنتينية التي يعود‬ ‫تاريخ تشييدها إىل سنة ‪ ،1913‬والتي قام بصباغة فنائها الرئييس الرسام فرناندو بونفيغليويل‬ ‫(‪ ،)Fernando Bonfiglioli‬و«النادي اإلسباين» يف بوينوس أيرس الذي يعود تاريخ بنائه إىل‬ ‫‪ ،1912‬والذي اشتهر منه صالون «قرص الحمراء» الستعامله يف تنظيم الحفالت العمومية واملآدب‪،‬‬ ‫وكان قد وضع تصميمه املهندس املعامري إن ّرييك فولكريز (‪ )Enrique Faulkers‬وتوىل تزيني‬ ‫جدرانه بالرسوم واأللوان الفنان األرجنتيني فرانسيسكو فييار (‪ )Francisco Villar‬وزوجته‬ ‫الفرنسية ليوين ماتيس (‪ ،)Léonie Matthis‬اللذان سبق وتعارفا سنتني قبل ذلك يف غرناطة‪.‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫املهندس املعامري مانويل ألدونايت‬ ‫(‪ .)Manuel Aldunate‬جزء من‬ ‫«الحمراء»‪ ،‬العاصمة سانتياغو‬ ‫(تشييل)‪.1862 ،‬‬

‫‪  .25‬متت بعد ذلك إعادة تلوين هذه‬ ‫الرسوم بالصباغة‪ ،‬وهو ما نجم عنه‬ ‫فقدانها لبعض خصوصياتها‪.‬‬ ‫‪  .26‬هذه الرشفة من بني املواقع التي‬ ‫أعطاها املسيحيون أسامء جديدة‬ ‫بعد دخولهم غرناطة يف نهاية القرن‬ ‫الخامس عرش امليالدي (املرتجم)‪.‬‬ ‫‪27. Contin, Mabel, «Algunos as‬‬‫‪pectos de la influencia de los jardi‬‬‫‪nes hispano-islámicos en los patios‬‬ ‫‪de Argentina», Anales Linta ´99, La‬‬ ‫‪Plata (2000), pp. 55-56.‬‬

‫‪179‬‬

‫ويقدم ما وضعاه من رسوم‪ 25‬صورة بانورامية لغرناطة كام تظهر من ساحة «رشفة القديس‬ ‫نيكوالس»‪ )San Nicolás( 26‬الواقعة أعىل حارة البيازين يف الهضبة املقابلة لقرص الحمراء‪.‬‬ ‫ ومن األمثلة األخرى للهندسة املوريسكية التي نعرث عليها يف واليات األرجنتني الداخلية‪ ،‬نذكر‬ ‫إقامة عائلة باث شاييث (‪ )Paz Chaiz‬بوالية سالطا‪ ،‬رغم أن الطراز األندليس لهذه البناية يطغى‬ ‫عليه الطابع الهوليودي‪ .‬ويعود تاريخ تشييد البناية إىل أربعينيات القرن العرشين‪ ،‬نفس العقد‬ ‫الذي شُ يد فيه مسبح «خوان بريون» والذي يتناغم حوضه العرصي مع حدائقه املوريسكية‪،‬‬ ‫ومع طريقة ترصيف املياه التي روعي فيها الطابع العريب‪ .‬ودامئاً يف واليات األرجنتني الداخلية‪،‬‬ ‫يلفت االنتباه مبدينة روساريو (‪ )Rosario‬املباين ذات الهندسة املوريسكية التي شيدها املهندس‬ ‫املعامري خوسيه سولري (‪ ،)José Soler‬والتي نذكر من بينها إقامته الخاصة وفندق سينرتال‬ ‫(‪ ،)Hotel Central‬وضيعة ماثة (‪ )Mazza‬التي شيدت من الخشب مبنطقة ألبريدي (‪.)Alberdi‬‬ ‫أما يف مدينة سان لويس (‪ ،)San Luis‬فإن أهم بناء موريسيك هو كنيسة سيدتنا «روساريو دي‬ ‫تورونتو» (‪ )Rosario de Toronto‬التي يعود تاريخ بنائها إىل سنة ‪ .1938‬وبخصوص مدينة‬ ‫البالتا (‪ ،)La Plata‬نعرث عىل الطابع املوريسيك يف بهو إقامة أرانا (‪ ،)Arana‬الذي كانت به يف‬ ‫املايض نافورة طبق األصل لتلك املوجودة يف بهو األسود بقرص الحمراء‪ ،‬شيدها ما بني ‪1889‬‬ ‫و‪ 1891‬النحات اإلسباين أنخيل برييث‪.)Ángel Pérez( 27‬‬ ‫ ويف حي بالريمو (‪ )Palermo‬وهو قلب بوينوس أيرس النابض‪ ،‬شيدت يف نهاية القرن التاسع‬ ‫عرش مبان ذات هندسة موريسكية‪ ،‬من بينها البناء املعروف باسم «بابيون دي لوس الغوس»‬ ‫(‪ ،)Pabellón de los Lagos‬والذي وضع تصميمه سنة ‪ 1899‬املهندس املعامري لوفايش‬ ‫(‪ ،)Le Vacher‬وقد استعمل لتنظيم اللقاءات االجتامعية واملآدب والحفالت الخريية‪ ،‬قبل أن يتم‬ ‫هدمه سنة ‪ ،1929‬ليشيد مكانه سنوات بعد ذلك البناء املسمى بـ «الفناء األندليس» والذي ال يزال‬ ‫قامئاً إىل اليوم‪.‬‬ ‫ وإذا ما عربنا نهر ريو دي البالتا (‪ )Río de la Plata‬انطالقاً من العاصمة األرجنتينية‪،‬‬ ‫عرثنا يف الضفة املقابلة أي يف مدينة سان كارلوس (‪ )San Carlos‬باألوروغواي‪،‬‬ ‫عىل حلبة ملصارعة الثريان يعود تاريخ بنائها إىل سنة ‪ ،1909‬شيدت عىل الطراز‬ ‫املوريسيك‪ ،‬مع استعامل بنية حديدية يف البناء مستوردة من بلجيكا‪ .‬وقد اعترب هذا‬ ‫امللعب مبثابة استثامر اقتصادي سعى لجلب جمهور املهاجرين اإلسبان املقيمني يف‬ ‫الضفة األرجنتينية لنهر ريو دي ال بالتا‪ ،‬ومتكينهم من واحدة من رياضاتهم املفضلة‪.‬‬ ‫وكانت رشكة تحمل اسم «املؤسسة امللكية» قد شيدت مركباً سياحياً يف ميناء مدينة‬ ‫سان كارلوس» الستقبال السياح القادمني من بوينوس أيرس‪ ،‬ضم باإلضافة إىل حلبة‬ ‫مصارعة الثريان‪ ،‬ملعباً رياضياً آخر‪ ،‬وفندقاً هو فندق الكازينو الكبري( (�‪El Gran Ho‬‬ ‫‪ .)tel Casino‬غري أنه سيتم إغالق حلبة مصارعة الثريان سنة ‪ 1912‬بأمر من رئيس‬ ‫الجمهورية خوسيه باتيل (‪ )José Batlle‬وموافقة عمدة املدينة‪ ،‬فليبي سواريث‬ ‫(‪ ،)Felipe Suárez‬بعد وقت قصري من تدشينه‪ ،‬عقب منع مامرسة هذه الرياضة يف‬ ‫األوروغواي‪ .‬وبهذه الطريقة عرفت الحلبة نفس املصري الذي عرفته سنة ‪ 1888‬حلبة‬ ‫العاصمة مونتيفديو‪ .‬وكان قرار اإلغالق هذا سبباً يف فشل مرشوع الرشكة املذكورة‪،‬‬ ‫وإهامل املركب السياحي الذي سيهدم جزء منه بعد ذلك‪.‬‬

‫جانب من مبنى «الحمراء» ملانويل‬ ‫ألدونايت (‪ )Manuel Aldunate‬يف‬ ‫العاصمة سانتياغو (تشييل)‪.1862 ،‬‬

‫‪180‬‬

‫احلمراء ما وراء احمليط األطلسي‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫ ‬

‫تصميم املهندسني املعامريني لويس‬ ‫مارتني (‪ )Louis Martin‬وجولس‬ ‫دورمال (‪ .)Jules Dormal‬جزء من‬ ‫الصالون املوريسيك لقرص برييدا‬ ‫(سفارة الربازيل اآلن)‪ ،‬بوينس آيرس‬ ‫(األرجنتني)‪ ،‬عقد ‪.1920‬‬

‫ودامئاً يف األوروغواي‪ ،‬توجد بالعاصمة مونتيفيديو عدة مناذج معربة عن الهندسة املعامرية‬ ‫املوريسكية‪ ،‬هي باألساس إقامات سكنية يف ملكية أفراد من املجتمع الراقي‪ ،‬يقع أشهرها بحي‬ ‫الربادو (‪ ،)El Prado‬من أبرزها ضيعة أيستامن (‪( )Eastman‬تسمى كذلك جنينة األزهار)‬ ‫التي وضع تصميمها املهندس الفرنيس فيكتور رابو (‪ )Víctor Rabú‬سنة ‪ ،1880‬والتي اقتنتها‬ ‫عائلة فرنانديث (‪ )Fernández‬سنة ‪ .1915‬وكانت هذه العائلة قد كلفت أحد أصهارها وهو‬ ‫املهندس أوكتافيو سامبوسيتي (‪ ،)Octavio Sambuceti‬برتميمها بتعاون مع مهندس آخر هو‬ ‫ألفريدو فالدومري (‪ .)Alfredo Baldomir‬وبنفس حي «الربادو» توجد ضيعة أخرى موريسكية‬ ‫الهندسة‪ ،‬يعود تاريخ بنائها إىل حوايل سنة ‪ ،1870‬هي فيال بالتريو (‪ ،)Villa Platero‬وضيعة‬ ‫ثالثة امتلكها شخص يدعى مانويل روبيو (‪ ،)Manuel Rubio‬وضع تصميمها سنة ‪1896‬‬ ‫مهندس من أصل كطالين كان مقيامً باألوروغواي هو إمييليو بوييكس (‪ ،)Emilio Boix‬الذي‬ ‫وضع كذلك تصميم حديقة مؤسسة أتينيو (‪ )Ateneo‬الثقافية‪ .‬هذه اإلقامات والضيعات تعترب‬ ‫عينة معربة عن اتجاه يف الهندسة املعامرية األكادميية‪ ،‬برز يف الثلث األخري من القرن التاسع‬ ‫عرش‪ ،‬حاول إبراز كل ما هو طريف يف فن العامرة‪.‬‬ ‫ ختاماً وإذا ما عرجنا عىل الربازيل‪ ،‬فإن أهم بناء موريسيك الهندسة ال يزال قامئاً إىل اليوم‬ ‫هو القرص الذي يأوي مكاتب معهد أوسفالدو كروث (‪ ،)Instituto Osvaldo Cruz‬املوجود‬ ‫باملدينة التي تحمل نفس االسم والتابعة لوالية ساو باولو‪ ،‬وكان قد وضع تصميمه املهندس‬ ‫لويس موراييس (‪ )Luis Morais‬بطلب من كروث نفسه‪ ،‬والذي يعترب مؤسس الطب التجريبي‬ ‫يف الربازيل‪ .‬وكان كروث قد أرشف سنة ‪ 1900‬عىل تشييد مركز متواضع باملنطقة املعروفة باسم‬ ‫مانغينيوس (‪ )Manguiños‬املجاورة للمكان حيث يوجد حالياً مطار غالياو (‪ )Galeao‬الدويل‪،‬‬ ‫ليكون مقرا ً للمعهد‪ ،‬قبل أن يقدم سنة ‪ 1905‬عىل تشييد معهد أكرب‪ ،‬كلف بوضع تصميمه‬

‫▲ تصميم املهندسني املعامريني‬ ‫سانتوس دومينغيث وبينغواريا‬ ‫(‪Santos Domínguez y‬‬ ‫‪ ،)Benguaria‬الجمعية اإلسبانية‪،‬‬ ‫بارانا‪ ،‬األرجنتني‪.‬‬

‫سانتو دومينغو‪ ،‬بيت ليربون‬ ‫موراليس‪ .‬جمهورية الدومينيك‪.‬‬

‫‪181‬‬

‫‪182‬‬

‫رودريغو غوتييريث فينواليس‬

‫املهندس سالف الذكر‪ ،‬والذي اعتمد عىل خياله االسترشاقي يف توزيع مرافق البناء التي تضم‬ ‫مختربات‪ ،‬ومكتبة‪ ،‬ومتحفاً‪ ،‬ومكاتب خاصة باإلدارة والسكرتارية‪ .‬وباإلضافة إىل املعهد‪ ،‬كان‬ ‫يوجد مبدينة ريو دي جانريو‪ ،‬عىل شاطئ بوتافوغو (‪ ،)Botafogo‬بناء أكرث تجسيدا ً لألسلوب‬ ‫املوريسيك‪ ،‬اختفى اليوم‪ ،‬كان يحمل اسم «الرواق املوريسيك»‪.‬‬

‫‪28. Thomas, George E., Cohen,‬‬

‫احلمراء‪ :‬قصر السياسة والعمارة‬ ‫◄ مبنى يف ساو باولو (الربازيل)‪،‬‬ ‫عقد ‪.1920‬‬

‫ إن األمثلة التي أخذناها يف هذه الدراسة هي مجرد عينات تؤكد االمتداد الجغرايف‬ ‫الالمحدود للهندسة املعامرية العربية‪ ،‬التي يعترب قرص الحمراء أحد رموزها‪ .‬وهي هندسة‬ ‫فرضت نفسها يف مناطق مل يكن لها أحياناً اتصال مبارش بالقرص الغرناطي وال بالثقافة اإلسالمية‬ ‫عامة‪ .‬وقد ساهمت هذه املباين التي اختفت مع األسف يف الوقت الحارض‪ ،‬أو توجد يف وضعية‬ ‫متدهورة‪ ،‬يف التعريف بفن العامرة اإلسالمية‪ ،‬عىل غرار ما ساهمت به األروقة موريسكية‬ ‫الطراز التي شاركت يف معارض دولية‪ ،‬مثل رواقي املكسيك يف معريض أورليان سنة ‪،1884‬‬ ‫وبوفالو (‪ )Buffalo‬سنة ‪ ،1901‬ورواق السالفادور يف معرض باريس سنة ‪ ،1889‬ورواق‬ ‫الربازيل‪ ،‬وهو أقدمها‪ ،‬يف معرض فيالديلفيا سنة ‪ ،1876‬وكان من تصميم املهندس املعامري‬ ‫األمرييك فورنيس‪.)Furness( 28‬‬

‫‪Jeffry A. and Lewis, Michael J.,‬‬ ‫‪Frank Furness. The complete works,‬‬ ‫‪New York, Princeton Architectural‬‬ ‫‪Press, 1996.‬‬

‫«معهد أوسفالدو كروث» (‪Osvaldo‬‬ ‫‪ ،)Cruz‬تصميم املهندس املعامري‬ ‫لويس مورايس (‪ ،)Luis Morais‬ريو‬ ‫دي جانريو (الربازيل)‪.1905 ،‬‬

‫‪183‬‬

š š  )Publicaciones del Centro de Estudios Al-Andalus y Diálogo de Civilizaciones(                  

       

  

               

  

Lihat lebih banyak...

Comentarios

Copyright © 2017 DATOSPDF Inc.